للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجماعة، التقدير: اعملوا حال كونكم موصوفين بغاية المكنة، والقدرة، والجملة الاسمية: {إِنِّي عامِلٌ} تعليل للأمر لا محل لها. {سَوْفَ}: حرف تسويف واستقبال. {تَعْلَمُونَ}: مضارع وفاعله، ومفعوله في الآية التالية، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، ولعلك تدرك معي أن الآية بكاملها معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.

{... مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} الشرح: {مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ}: يذله ويهينه والمراد به عذاب الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى، وانظر {تُخْزُونِ} في الآية [٧٨]. {وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ} أي: سوف تعلمون من الكاذب مني أو منكم. {وَارْتَقِبُوا} أي: انتظروا العاقبة، وما يؤول إليه أمري، وأمركم. {إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} أي: منتظر. أو المعنى: انتظروا العذاب والسخطة، فإني منتظر النصر والرحمة، والرقيب: بمعنى المراقب.

الإعراب: {مَنْ}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل:

{تَعْلَمُونَ،} وتحتمل أن تكون استفهامية مبتدأ، التقدير: أينا يأتيه العذاب، وجملة: {يَأْتِيهِ عَذابٌ} صلة {مَنْ} على اعتبارها موصولة، وفي محل رفع خبرها على اعتبارها استفهامية مبتدأ، وعليه يكون الفعل {تَعْلَمُونَ} معلقا عن العمل، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعوله، وانظر الآية رقم [٣٩]. {يُخْزِيهِ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود إلى {عَذابٌ،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع صفة:

{عَذابٌ}. (من): اسم موصول معطوف على سابقه، والجملة الاسمية: {هُوَ كاذِبٌ} صلته، وعلى اعتبار (من) اسم استفهام مبتدأ فالضمير يكون فصلا لا محل له، و {كاذِبٌ} خبره، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها. (ارتقبوا): فعل أمر وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {اِعْمَلُوا}. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، والياء اسمها. {مَعَكُمْ}: ظرف مكان متعلق ب‍ {رَقِيبٌ} بعده، والكاف في محل جر بالإضافة. {رَقِيبٌ}: خبر (إن)، والجملة الاسمية تعليل للأمر لا محل لها، وهي بدورها من مقول شعيب عليه السّلام. تأمل، وتدبر.

{وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٩٤)}

الشرح: {وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا}: انظر شرح هذا الكلام في الآية رقم [٥٨] فهو مثله بلا فارق، مع لفت النظر إلى ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>