للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاعله، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم، فتولدت واو الإشباع، والهاء مفعول به أول. {وَراءَكُمْ}: ظرف متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بما بعده، والكاف في محل جر بالإضافة. {ظِهْرِيًّا}: مفعول به ثان، هذا؛ وجوز اعتبار الظرف المفعول الثاني، و {ظِهْرِيًّا} حال من الضمير المنصوب، كما جوز اعتبار الفعل متعديا لمفعول واحد، و {ظِهْرِيًّا} حالا، والظرف متعلق به أو بالفعل. {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل، {رَبِّي}: اسم {إِنَّ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {بِما}: متعلقان ب‍ {مُحِيطٌ} بعدهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء والجملة الفعلية بعدها صلتها أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي أو بشيء تعملونه وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير:

بعملكم. {مُحِيطٌ}: خبر {إِنَّ،} بعد هذا ينبغي أن تعلم: أنّ الآية الكريمة كلها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ..}.

الشرح: {وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ} أي: على غاية تمكنكم، واستطاعتكم، يقال: مكن مكانة: إذا تمكن أبلغ التمكن، أو المعنى: على ناحيتكم وجهتكم وحالتكم التي أنتم عليها، من قولهم: مكان ومكانة كمقام ومقامة، ويقرأ «مكاناتكم» بالجمع في كل القرآن، وهو أمر تهديد ووعيد، أي: اثبتوا على كفركم وعداوتكم، فهو كقوله تعالى: {اِعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}. {إِنِّي عامِلٌ} أي: ثابت على ما كنت عليه من المصابرة، والتوحيد والإيمان. {سَوْفَ تَعْلَمُونَ}: فهو تهديد ووعيد بصيغة المضارع الذي هو للمستقبل بعد التهديد والوعيد بصيغة الأمر.

تنبيه: ذكرت الآية الكريمة بحروفها في سورة (الأنعام) برقم [١٣٥] وقد اقترنت هناك {سَوْفَ} بالفاء، ولم تقرن ولم تسبق بها هنا، والسبب في ذلك: أن الفاء هناك للتصريح بأن الإصرار والتمكن فيما هم عليه سبب لذلك، وحذفها هاهنا لأنه جواب سائل، قال: فماذا يكون بعد ذلك فهو أبلغ في التهويل. انتهى. بيضاوي.

وقال النسفي: وإدخال الفاء في {سَوْفَ} وصل ظاهر بحرف وضع للوصل، ونزعها وصل تقديري بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدر، كأنهم قالوا: فماذا يكون إذا عملنا على مكانتنا، وعملت أنت؟ فقال: {سَوْفَ تَعْلَمُونَ،} والإتيان بالوجهين للتفنن في البلاغة، وأبلغهما الاستئناف. انتهى. وهذا الاستئناف يسمى في علم البيان بالاستئناف البياني.

الإعراب: {وَيا قَوْمِ}: انظر إعراب هذه الجملة في الآية [٨٧]. {اِعْمَلُوا}: أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَلى مَكانَتِكُمْ}: متعلقان بمحذوف حال من واو

<<  <  ج: ص:  >  >>