للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: أنّ تمييز الخبرية واجب الخفض، وتمييز الاستفهامية منصوب، ولا يجوز جرّه مطلقا، خلافا للفراء، والزجاج، وابن السراج وآخرين، بل يشترط أن تجر «كم» بحرف جر، فحينئذ يجوز في التمييز وجهان: النصب، وهو الكثير، والجر خلافا لبعضهم، وهو ب‍: «من» مضمرة وجوبا، لا بالإضافة، خلافا للزجاج.

وتلخص: أن في جر تمييزها أقوالا، الجواز، والمنع، والتفصيل، فإن جرت هي بحرف جر، نحو (بكم درهم اشتريت؟) جاز وإلاّ فلا. انتهى. «فتح القريب المجيب».

الإعراب: {وَكَمْ:} الواو: حرف استئناف. (كم): خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم. {أَرْسَلْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {مِنْ:}

حرف جر صلة. {نَبِيٍّ:} تمييز منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {فِي الْأَوَّلِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف صفة: {نَبِيٍّ}.

{وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٧)}

الشرح: {وَما يَأْتِيهِمْ} أي: ما أتاهم، فالمضارع بمعنى: الماضي، والمعنى: ما أتى الأمم السابقة نبي ولا رسول إلاّ استهزؤوا به، كاستهزاء قومك بك. ففي الآية الكريمة تعزية، وتسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم من استهزاء قومه به، والآية مذكورة بحروفها في سورة (الحجر) رقم [١١] وفي سورة (يس) رقم [٣٠]، مع إبدال {نَبِيٍّ} هنا ب‍: {رَسُولٍ} فيهما.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): نافية. {يَأْتِيهِمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء في محل نصب مفعول به. {مِنْ:} حرف جر صلة. {نَبِيٍّ:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {إِلاّ:}

حرف حصر. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق.

{بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، والجملة الفعلية: {بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} في محل نصب خبر: {كانُوا،} والجملة الفعلية: {كانُوا..}. في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال.

{فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (٨)}

الشرح: {فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً} أي: أشد بطشا من القوم المسرفين؛ أي: قومك، فكنى عنهم بعد أن خاطبهم في الآية رقم [٥] والبطش: الأخذ بشدة، وقسوة، وغلظة. {وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} أي: وسبق في كثير من السور أحاديث إهلاكهم، مثل قوم صالح، وهود، ونوح،

<<  <  ج: ص:  >  >>