للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ} الآية رقم [٤٣] من سورة (يوسف) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وأجيز اعتباره مفعولا مطلقا لفعل محذوف. التقدير: تطابق طباقا، كما أجيز اعتباره حالا، أي: ذات طباق، فحذف «ذات» وأقيم طباقا مقامه. {ما:} نافية. {تَرى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {فِي خَلْقِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و {خَلَقَ} مضاف، و {الرَّحْمنِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {الرَّحْمنِ:} حرف صلة.

{تَفاوُتٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وجملة: {ما تَرى..}. إلخ في محل نصب صفة {طِباقاً}. أفاده الجمل، والنسفي، والزمخشري. وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها. {فَارْجِعِ:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: إذا كان ذلك واقعا، ولم تصدق؛ فارجع.

(ارجع): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {الْبَصَرَ:} مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، ومن يجيز عطف الإنشاء على الخبر يعطفها على ما قبلها، وابن هشام يعتبر الفاء للسببية المحضة، والمعتمد الأول. {هَلْ:} حرف استفهام {تَرى:} فعل مضارع، والفاعل: أنت. {الرَّحْمنِ:} حرف جر صلة. {فُطُورٍ:} مفعول به، مثل {تَفاوُتٍ،} والجملة الفعلية يجوز أن تكون معلقة لفعل محذوف يدل عليه: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} أي:

فارجع البصر، فانظر: هل ترى، وأن يكون: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} مضمنا معنى: فانظر؛ لأنه بمعناه، فيكون هو المعلق. انتهى. جمل.

{ثُمَّ اِرْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤)}

الشرح: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ:} قال ابن عباس رضي الله عنهما: مرة بعد مرة. وإنما أمر المخاطب بالنظر مرتين؛ لأنه إذا نظر في الشيء مرة لا يرى عيبه ما لم ينظر إليه مرة أخرى، فأخبر الله تعالى أنه وإن نظر في الشيء مرتين لا يرى فيها عيبا، بل يتحير بالنظر إليها. فذلك قوله تعالى: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً} أي: خاشعا، صاغرا، متباعدا عن أن يرى شيئا من ذلك. والمراد والله أعلم: كرر النظر إلى السموات مرات، ومرات، فإنك لن ترى خللا، أو عيبا في السموات السبع. هذا؛ و {كَرَّتَيْنِ} مصدر ك‍: «مرتين»، وهو مثنى لا يراد به حقيقته، بل التكثير بدليل ما بعده. والوصفان: {خاسِئاً} و {حَسِيرٌ} لا يتأتيان بنظرتين، ولا بثلاث، وإنما المعنى: كرات. وهذا كقولهم: لبّيك، وسعديك، وحنانيك، وهذاذيك، لا يريدون بهذه التثنية شفع الواحد، وإنما يريدون التكثير أي: إجابة لك بعد إجابة، وإلا تناقض الغرض. والتثنية قد تفيد التكثير بقرينة، كما يفيد أصلها، وهو العطف، انظر الشواهد [٩٨٦/ ٩٨٥/٩٨٤] من كتابنا:

«فتح القريب المجيب» تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>