محل جر بالإضافة. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والهاء حرف تنبيه لا محل له. {مُغْتَسَلٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول للقول المحذوف، وفيها معنى التعليل للأمر. {بارِدٌ:} صفة: {مُغْتَسَلٌ،} وعند التأمل يظهر لك: أنه صفة ل: (شراب) مقدم عليه. {وَشَرابٌ:} معطوف على: {مُغْتَسَلٌ}.
{وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٤٣)}
الشرح: {وَوَهَبْنا لَهُ..}. إلخ: قال الحسن، وقتادة: أحيا الله له أولاده الذين ماتوا جميعا بأعيانهم، وزاده مثلهم معهم من زوجته التي صبرت على بلائه، فرد الله إليها شبابها، أو: زيد في شبابها. {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا} أي: تكرما، وتفضلا، ونعمة من عندنا. {وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ:}
وعظة نافعة لأولي العقول السليمة، وأصحاب الفطر المستقيمة، وانظر الآية رقم [٨٤] من سورة (الأنبياء). تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
الإعراب: {وَوَهَبْنا:} الواو: حرف عطف. (وهبنا): فعل، وفاعل، والجملة الفعلية معطوفة على مقدر، يترتب على مقدر يقتضيه المقام، كأنه قيل: فاغتسل، وشرب، فكشفنا بذلك ما به من ضر، كما في سورة (الأنبياء)، والكلام كله مستأنف لا محل له. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {أَهْلَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، وما بعده مثله. {وَمِثْلَهُمْ:}
معطوف على ما قبله. {مَعَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من: (مثلهم). أي: مضافين، أو مجموعين معهم. {رَحْمَةً:} مفعول لأجله، وقال مكي: مصدر، أي: مفعول مطلق، عامله محذوف. وانظر مثله في سورة (الكهف) رقم [٦٥]، وسورة (الأنبياء) رقم [٨٤]. {مِنْ عِنْدِنا:}
متعلقان ب: {رَحْمَةً،} أو بمحذوف صفة له. (ذكرى): معطوف على {رَحْمَةً} منصوب مثله.
وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {لِأُولِي:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة. و (أولي) مضاف، و {الْأَلْبابِ} مضاف إليه.
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ (٤٤)}
الشرح: ذكر الله تعالى في هذه الآيات أيوب-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام- وما ابتلاه الله تعالى من الضر في جسده، وماله، وولده، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليما سوى قلبه، ولم يبق له من الدنيا شيء يستعين به على مرضه، وما هو فيه غير زوجته حفظت وده لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه، وتخدمه نحوا من ثماني عشرة سنة، وقد كان قبل ذلك في مال جزيل، وأولاد، وسعة طائلة من الدنيا، فسلب جميع ذلك حتى رفضه القريب، والبعيد سوى زوجته-رضي الله عنها-، فإنها كانت لا تفارقه صباحا، ومساء