للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والكاف مفعول به، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن». {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة. {نَعْلَمَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} والفاعل تقديره: «نحن»، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بما قبلهما، وجملة (لنبلونكم) جواب القسم، لا محل لها، والقسم وجوابه معطوف على ما قبله، لا محلّ له أيضا. {الْمُجاهِدِينَ:} مفعول به. {مِنْكُمْ:} متعلقان بالمجاهدين. {وَالصّابِرِينَ:}

معطوف على: {الْمُجاهِدِينَ} منصوب مثله، وعلامة نصبهما الياء لأنهما جمعا مذكر سالمان، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {وَنَبْلُوَا:} فعل مضارع معطوف على {نَعْلَمَ} منصوب مثله، والفاعل تقديره: «نحن». هذا؛ وعلى قراءة الأفعال الثلاثة بالياء؛ فالفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى (الله)، ويبقى التأويل، والتقدير، والعطف كما هو، وعلى قراءة تسكين واو «(نبلو)» فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: ونحن نبلو، والجملة الاسمية هذه في محل نصب حال من الفاعل المستتر في الفعلين السابقين، والرابط: الواو، والضمير. {أَخْبارَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (٣٢)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا:} بالله، ورسوله، ودين الإسلام، وتعاليمه. {وَصَدُّوا} أي:

منعوا الناس. {عَنْ سَبِيلِ اللهِ:} عن دين الإسلام. {وَشَاقُّوا الرَّسُولَ:} خالفوه، وعاندوه، وآذوه وحاربوه. قيل: هم المنافقون. وقيل: هم اليهود: قريظة، والنضير. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هم المطعمون يوم بدر، نظيرها قوله تعالى في سورة (الأنفال) رقم [٣٦]: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ}.

أقول: وخصوص السبب لا يمنع التعميم، فهو عام إلى يوم القيامة، وانظر ما أذكره في الاية التالية. {مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى:} يعني من بعد ما ظهر لهم أدلة الهدى، وصدق الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأحقية الإسلام. {لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً:} بكفرهم، ومخالفتهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعد أن عرفوا صدقه، وإنما يضرون أنفسهم بذلك، والله منزّه عن ذلك. {وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ} أي: سيبطل ثواب أعمالهم، التي يرون: أنها صالحة، من صلة رحم، وبر والدين، وحسن جوار، كما رأيت في سورة (النور) رقم [٣٩] وسورة (الفرقان) رقم [٢٣]. هذا؛ وتبيّن الشيء، وبان، وأبان، واستبان كله واحد، وهو لازم، وقد يستعمل بعضها متعديا.

<<  <  ج: ص:  >  >>