للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمها. {أَيُّهَا:} نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة نداء محذوفة، و (ها):

حرف تنبيه لا محل له، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {الضّالُّونَ:} بدل، أو عطف بيان من أيها وهو صفة لموصوف محذوف، التقدير: أيها القوم الضالون. {الْمُكَذِّبُونَ:}

صفة ثانية للموصوف المحذوف، فهما مرفوعان تبعا لمحله، وعلامة رفعهما الواو... إلخ، والجملة الندائية معترضة بين اسم (إنّ) وخبرها، لا محل لها. {لَآكِلُونَ:} (اللام): هي المزحلقة. (آكلون): خبر (إنّ) مرفوع... إلخ، وفيه وفي ما قبله ضمير مستتر هو الفاعل. {مِنْ شَجَرٍ:} متعلقان ب‍: (آكلون) وهما في محل المفعول به، وأصل الكلام؛ لاكلون شيئا من زقوم.

وقيل: {مِنْ} زائدة. {مِنْ زَقُّومٍ:} متعلقان بمحذوف صفة {شَجَرٍ،} وقيل: بدل مما قبلهما، وهو ضعيف، والأول أقوى، والجملة الاسمية: {إِنَّكُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {فَمالِؤُنَ:} الفاء: حرف عطف. (مالئون): معطوف على ما قبله.

{مِنْهَا:} جار ومجرور متعلقان ب‍: (مالئون). {الْبُطُونَ:} مفعول به. {فَشارِبُونَ:} الفاء: حرف عطف. (شاربون): معطوف على ما قبله. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: (شاربون). {مِنَ الْحَمِيمِ:} متعلقان ب‍: (شاربون). وفيه وفيما قبله ضمير مستتر هو الفاعل. {شُرْبَ:} مفعول مطلق، وهو مضاف، و {الْهِيمِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، وأصل الكلام: شربا مثل شرب الهيم. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {نُزُلُهُمْ:} خبر المبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق ب‍: {نُزُلُهُمْ،} وقيل: متعلق بمحذوف حال، ولا وجه له، و {يَوْمَ} مضاف، و {الدِّينِ} مضاف إليه.

تنبيه: قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: ومعنى الكلام: القسم، ودخول اللام في قوله تعالى: {لَمَجْمُوعُونَ} هو دليل القسم في المعنى؛ أي: إنكم لمجموعون قسما حقا، خلاف قسمكم الباطل. ولم أره لغيره.

{نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ (٦٢)}

الشرح: {نَحْنُ خَلَقْناكُمْ} أي: نحن خلقناكم ابتداء بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا، أفليس الذي قدر على البداءة بقادر على الإعادة بطريق الأولى، والأحرى؟! ولهذا قال: {فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ:} أي فهلا تصدقون بالبعث، وتقرون به؟! فهذا تقرير للمعاد، ورد على المكذبين من أهل الزيغ، والإلحاد في كل زمان، ومكان. {أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ} أي: ما تقذفونه في الأرحام من

<<  <  ج: ص:  >  >>