للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنّا ذِكْراً (٩٩)}

الشرح: {كَذلِكَ نَقُصُّ..}. إلخ: الخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم، والمعنى: نقص عليك يا محمد من أخبار الأمم السابقة مثل الذي قصصنا عليك من خبر موسى مع قومه، وفي ذلك تبصرة لك، وزيادة في علمك، وتكثير لمعجزاتك وتذكير وتنبيه للمعتبرين من أمتك. {وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنّا:} من عندنا.

{ذِكْراً:} كتابا يشتمل على هذه الأحاديث، والأقاصيص حقيقا بالتفكير فيه، والاستفادة منه، والمراد: القرآن الكريم وقيل: معنى {ذِكْراً} شرفا، كما قال تعالى في آية أخرى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} والأول: أصح، دليله الآية التالية. بعد هذا انظر شرح (لدن) في الآية رقم [٨٠] من سورة (الإسراء)، وشرح {نَقُصُّ} و (أنباء) في الآية رقم [١٣] من سورة (الكهف).

هذا؛ وفي الآية تذكير للنبي صلّى الله عليه وسلّم وامتنان عليه بما أكرمه به ربه، وهذا كثير في القرآن الكريم، وهذا المن من الله على نبيه، وعلى عباده بما يذكرهم به مقبول؛ لأن الله يمن بما يملك حقيقة، فهو المتفضل والمنعم بخلاف المن الذي ذكرته في الآية رقم [٢٦٤] من سورة (البقرة) فإنه مذموم؛ لأن العبد يمن بما لا يملك على وجه الحقيقة.

الإعراب: {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: نقص عليك... قصصا كائنا مثل القصص الذي قصصناه عليك من خبر موسى، وقومه. واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. وانظر تفصيل الإعراب في الآية رقم [٨٧].

{نَقُصُّ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {عَلَيْكَ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ أَنْباءِ:}

متعلقان به أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف يقع مفعولا به، التقدير: نقص عليك نبأ كائنا من أنباء، و {أَنْباءِ:} مضاف، و {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {سَبَقَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {ما} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة (ما)، لا محل لها، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{وَقَدْ:} الواو: واو الحال، {قَدْ:} حرف تحقيق... إلخ، {آتَيْناكَ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول. {مِنْ لَدُنّا:} متعلقان بمحذوف حال من {ذِكْراً} كان صفة له... إلخ على مثال ما رأيت في الآية رقم [٥٣] و (نا): في محل جر بالإضافة. {ذِكْراً:} مفعول به ثان، وجملة: {وَقَدْ آتَيْناكَ..}.

إلخ في محل نصب حال من فاعل {نَقُصُّ} المستتر، والرابط: الواو، والضمير.

{مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (١٠٠)}

الشرح: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ} أي: عن القرآن، فلم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه، {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً:} عقوبة ثقيلة، سماها الله: وزرا تشبيها في ثقلها على المعاقب، وصعب

<<  <  ج: ص:  >  >>