للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {الْخَبِيثَ} أي: مستبدلا بالطيب، والباء داخلة على المتروك. {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ:} معطوفة على ما قبلها. {إِلى أَمْوالِكُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من: {أَمْوالَهُمْ} التقدير: مضافة إلى أموالكم، والهاء، والكاف في محل جر بالإضافة. {إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً:} إعراب هذه الجملة مثل إعراب ما قبلها، وهي مفيدة للتعليل.

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاّ تَعُولُوا (٣)}

الشرح: روى الأئمة-واللّفظ لمسلم-: عن عروة بن الزبير، عن عائشة-رضي الله عنها- في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ..}. إلخ قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليّها، تشاركه في ماله، فيعجبه مالها، وجمالها، فيريد وليّها أن يتزوجها من غير أن يقسط لها في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن ينكحوهنّ إلا أن يقسطوا لهنّ، ويبلغوا بهنّ أعلى سنّتهنّ من الصّداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النّساء سواهنّ. انتهى قرطبي.

هذا؛ و «تقسطوا» من الرّباعي بمعنى: تعدلوا، قال تعالى في سورة الحجرات: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. وهو من الثلاثي بمعنى: جار، وظلم، قال تعالى: {وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}.

{فَانْكِحُوا:} تزوّجوا. {ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ:} ما حلّ لكم من النساء؛ لأنّ منهنّ ما حرم كاللاتي في آية التحريم رقم [٢٢]: الآتية. هذا؛ ووقعت: {ما} على النساء، وهنّ عاقلات، وهي لغير العاقل، كما هو معروف؛ لأنّهن ناقصات العقل، كما وقعت على النساء الإماء أيضا؛ ولأنهن ناقصات العقل أيضا، ولأنّهن يبعن، ويشترين كالبهائم، وتقديم المهر للمرأة الحرّة بمنزلة الثمن للأمة. وأيضا: إنّ «من وما» قد يتعاقبان، وقد يتقارضان، قال تعالى: {وَالسَّماءِ وَما بَناها} انظر سورة (الشمس) وقال تعالى في سورة (النّور): {وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ..}. إلخ. هذا؛ و «خفتم» أصله: خوفتم، فنقلت حركة الواو إلى الخاء قبلها، بعد سلب فتحتها، فسكنت الواو، ثمّ حذفت لالتقاء السّاكنين، فالكسرة على الخاء للدّلالة على حركة المحذوف، ولو كانت دليلا على المحذوف؛ لكانت ضمّة.

{مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ:} هذه الألفاظ معدولة عن اثنتين اثنتين، وثلاث ثلاث، وأربع أربع.

وينبغي أن تعلم: أن الواو بمعنى «أو» للتخيير هنا، وليست لمطلق الجمع، ولو كانت كذلك؛ لكان يحلّ للمسلم الجمع بين تسع نسوة، وهو قول الشّيعة، وقد بينت السنة الشّريفة الحجر على المسلم في الجمع بين أكثر من أربع نسوة. وخذ ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>