الشرح:{يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ..}. إلخ: أي يجادلك بعض المؤمنين في إيثارك الجهاد لإظهار الحق، وهم يؤثرون تلقى العير، وجدالهم كان بقولهم: لم تخبرنا أنا نلقى العدو فنستعد لقتالهم، وإنما خرجنا لطلب العير، {بَعْدَ ما تَبَيَّنَ} أي: لهم أنك لا تصنع شيئا إلا بأمر ربك، وتبين لهم صدقك في الوعد. {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ..}. إلخ: أي يكرهون القتال كراهة من يساق إلى الموت: وهو يشاهد أسبابه، وكان ذلك لقلة عددهم وعدم تأهبهم، لا لضعف إيمانهم. هذا؛ والموت انتهاء الحياة بخمود حرارة البدن، وبطلان حركته، وموت القلب:
قسوته فلا يتأثر بالمواعظ، ولا ينتفع بالنصائح، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.
الإعراب:{يُجادِلُونَكَ}: فعل وفاعل ومفعول به. {فِي الْحَقِّ}: متعلقان بما قبلهما. {بَعْدَ ما}:
(بعد): ظرف زمان متعلق بما قبله أيضا. (ما): مصدرية. {تَبَيَّنَ}: ماض، والفاعل يعود إلى الحق في الظاهر، وفي الحقيقة محذوف، انظر تقديره في الشرح، و (ما) المصدرية والفعل {تَبَيَّنَ} في تأويل مصدر في محل جر بإضافة (بعد) إليه، التقدير: بعد تبيين صدقك في الوعد، وجملة {يُجادِلُونَكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، وجوز اعتبارها حالا من كاف الخطاب، أو من الضمير المستتر في {لَكارِهُونَ} والرابط على الاعتبارين الضمير فقط. {كَأَنَّما}: كافة ومكفوفة.
{يُساقُونَ}: مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله. {إِلَى الْمَوْتِ}: متعلقان به، وجملة {كَأَنَّما..}. إلخ في محل نصب حال من الضمير المستتر في {لَكارِهُونَ} فهي حال متعددة، أو من واو الجماعة، فتكون حالا متداخلة. {وَهُمْ}: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة {يَنْظُرُونَ} مع المفعول المحذوف في محل رفع خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من نائب الفاعل، والرابط: الواو والضمير، وهي حال متداخلة.
الشرح:{يَعِدُكُمُ}: انظر إعلال {تَجِدُ} في الآية رقم [١٧] الأعراف. فهو مثله، وانظر الوعد في الآية رقم [٤٤] الأعراف. {اللهَ}: انظر الآية رقم [١]. {إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ}: العير أو النفير، وانظر الآية رقم [٨٧](الأعراف)، {وَتَوَدُّونَ}: تحبون. {غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ} أي:
العير، فإنه لم يكن معها سوى أربعين فارسا، ولذلك تمنوا لقاءها، وكرهوا ملاقاة النفير لكثرتهم وكثرة عددهم، والشوكة: الحدة مستعارة من واحدة الشوك، والمراد غير صاحبة السلاح والقوة والبأس، {وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ} أي: يظهر الحق ويعلي شأنه، والمراد دين الإسلام الذي