للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الملك]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

سورة (الملك) وهي مكية في قول الجميع. وتسمى: الواقية، والمنجية، وهي ثلاثون آية، وثلاثمئة وثلاثون كلمة، وألف وثلاثمئة، وثلاثة عشر حرفا. (خازن). وخذ ما يلي:

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

وروي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة (الملك) حتى ختمها، فأتى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله! ضربت خبائي على قبر، وأنا لا أحسب: أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة (الملك) حتى ختمها، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر». رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وددت أنها في قلب كل مؤمن، يعني: {تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}» رواه الحاكم. انتهى. «الترغيب والترهيب» للحافظ المنذري.

أقول: ينبغي للمسلم، وللمسلمة أن يحافظ كلاهما على قراءة سورة (الملك) كل ليلة إن أراد كل منهما أن تشفع له يوم القيامة، وأن تنجيه من عذاب القبر مع مراعاة الشروط، والآداب التي يجب توافرها عند قراءة القرآن، وأهمها: الطهارة الكاملة، والجلوس مستويا مستقبل القبلة، والقراءة بتدبر، وتفهم... إلخ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)}

الشرح: {تَبارَكَ الَّذِي..}. إلخ: أي: تنزه الله، وتعالى عن كل ما لا يليق به. وقال الخازن في غير هذه السورة: تمجد، وتعظم، وارتفع. وفي سورة (الفرقان): تكاثر خيره من البركة.

وهي كثرة الخير، وزيادته، أو تزيّد عن كل شيء، وتعالى عنه في صفاته، وأفعاله، وهي كلمة تقديس، وتعظيم، لم تستعمل إلا لله وحده، وهو ملازم للمضي، لا يأتي منه مضارع، ولا أمر.

قال الطرماح: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>