للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (١٢٥)}

الشرح: {قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى} أي: بأي: ذنب عاقبتني بالعمى. {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} أي: في الدنيا، وكأنه يظن أن لا ذنب له. هذا؛ والتعبير بالماضي عن المستقبل لتحقق وقوعه، وقد نوهت بذلك فيما مضى. وانظر شرح {رَبِّ} في الآية رقم [٣] من سورة (مريم)، وشرح {لِمَ} في الآية رقم [٤٢] منها.

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {آدَمُ} عليه السّلام. {رَبِّ:} منادى حذفت منه أداة النداء. وانظر الآية رقم [٢٥] {لِمَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما، (ما): اسم استفهام مبني على السكون، وهو الألف المحذوفة للفرق بين الخبر، والاستخبار. {حَشَرْتَنِي:}

فعل، وفاعل، ومفعول به، والنون للوقاية. {أَعْمى:} حال من ياء المتكلم منصوب... إلخ، والجملة الفعلية، والندائية كلتاهما في محل نصب مقول القول. {وَقَدْ:} الواو: واو الحال.

(قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كُنْتُ:} ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {بَصِيراً:} خبره، وجملة: {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} في محل نصب حال ثانية من ياء المتكلم، والرابط: الواو، والضمير، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١٢٦)}

الشرح: {قالَ} أي: الله. {كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا} أي: الدلالات واضحة نيرة على وحدانيتنا وقدرتنا. {فَنَسِيتَها} أي: أهملتها، وأعرضت عنها، ولم تنظر فيها نظر تبصر، واعتبار. {وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى} أي: تترك في النار، أو تنسى من الرحمة، ولا تنسى من العذاب. وينبغي أن تعلم أنّ الكلام والخطاب مع آدم، والمراد: ذريته فردا فردا إلى يوم القيامة؛ كيف لا وقد قال تعالى:

{ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى}.

هذا؛ والتعبير ب‍: {تُنْسى} لمشاكلة (نسيتها) فالله لا يقع منه نسيان لشيء أبدا لا في الدنيا، ولا في الآخرة، وهذه المشاكلة نبهت عليها كثيرا في محالها، بعد هذا انظر (نا) في الآية رقم [٤٩] من سورة (مريم) عليها السّلام. وانظر (النسيان) في الآية رقم [٢٤] من سورة (الكهف)، وشرح: {الْيَوْمَ} في الآية رقم [١٤] من سورة (الإسراء).

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الله) {كَذلِكَ} الكاف: حرف تشبيه وجر. (ذا):

اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: الأمر كذلك، أو هما متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: قال: أتتك آياتنا إتيانا مثل

<<  <  ج: ص:  >  >>