للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالاخرة على الوجه الذي بينه الرسل، فهم لا يؤمنون بالاخرة؛ بل بما يزعمونه آخرة. انتهى.

جمل.

هذا؛ والملائكة أجسام نورانية، لطيفة قادرة على التشكل بأشكال مختلفة حسنة، لا يأكلون، ولا يشربون، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا ينامون، ولا يموتون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس، لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة، فمن وصفهم بذكورة؛ فسق، ومن وصفهم بأنوثة؛ كفر، وهم كثيرون، لا يعلم عددهم إلا الله تعالى؛ حيث قال تعالى في سورة (المدثر) رقم [٣١]: {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ} يقومون بأعمال مختلفة، كلّ فيما وكل إليه من أعمال، رؤساؤهم عشرة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، ورقيب، وعتيد، ومنكر، ونكير، ورضوان خازن الجنة، ومالك خازن النار، عليهم ألف صلاة، وألف سلام.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {بِالْآخِرَةِ:} متعلقان بما قبلهما.

{لَيُسَمُّونَ:} (اللام): هي المزحلقة. (يسمون): مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ). {الْمَلائِكَةَ:} مفعول به. {تَسْمِيَةَ:} مفعول مطلق مبين للنوع، وهو مضاف، و {الْأُنْثى} مضاف إليه مجرور... إلخ، والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (٢٨)}

الشرح: {وَما لَهُمْ بِهِ} أي: بما قالوه: إن الملائكة بنات. {مِنْ عِلْمٍ} أي: إنهم لم يشاهدوا خلق الله الملائكة، ولم يسمعوا ما قالوه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يروه في كتاب يعتد به، بل هو كذب، وزور، وكفر شنيع. {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ:} فهو كقوله تعالى في سورة (الزخرف) رقم [٢٠]: {ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ}. {وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} أي: لا يجدي شيئا، ولا يقوم مقام الحق أبدا، وقد ثبت في الحديث الصحيح: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إياكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث». هذا؛ وأصل الظن: إدراك الطرف الراجح، ولكن ظنهم إدراك الطرف المرجوح، بل الظن الباطل، وانظر شرح {الْحَقِّ} في الاية رقم [٢٢] من سورة (الجاثية).

الإعراب: {وَما:} (الواو): حرف عطف. وقيل: واو الحال. (ما): نافية. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {عِلْمٍ} بعدهما؛ لأنه مصدر. أو هما متعلقان بمحذوف حال منه. {مِنْ:} حرف جر صلة. {عِلْمٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع،

<<  <  ج: ص:  >  >>