للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على السكون في محل نصب مفعول به أول، والمفعول الثاني: محذوف، وجملة: {أَسْرَفَ} مع المتعلق المحذوف صلة {مَنْ،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، والتقدير: نجزي الذي، أو شخصا أسرف في المعاصي عذابا شديدا. {وَلَمْ:} الواو: حرف عطف. {وَلَمْ يُؤْمِنْ:} مضارع مجزوم ب‍: (لم)، والفاعل يعود إلى {مَنْ}. {بِآياتِ:} متعلقان به، و (آيات): مضاف، و {رَبِّهِ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، والفاعل مستتر فيه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، واعتبارها حالا لا بأس به. {وَلَعَذابُ:} الواو: حرف استئناف. اللام: لام الابتداء. (عذاب): مبتدأ، وهو مضاف، و {الْآخِرَةِ} مضاف إليه. {أَشَدُّ:}

خبر المبتدأ، {وَأَبْقى:} معطوف عليه مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وفيهما ضمير مستتر وجوبا هو فاعلهما. هذا؛ والآية بكاملها معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا. تأمل، وتدبر.

{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (١٢٨)}

الشرح: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ..}. إلخ: أي: أفلم يتبين لأهل مكة خبر من أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إذا سافروا، وخرجوا في التجارة لطلب المعيشة، فيرون بلاد الأمم الماضية، والقرون الخالية خاوية، كقوم عاد، وثمود، وقوم لوط، أفلا يخافون أن يحل بهم ما حل بالمكذبين قبلهم من الهلاك، والانتقام. {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ:} لدلالات واضحة، وبراهين ساطعة على قدرتنا، ووحدانيتنا. {لِأُولِي النُّهى:} لذوي العقول السليمة الناهية عن التغافل، والتعامي عن التبصر والاعتبار. هذا؛ وانظر شرح (أولي) في الآية رقم [٥٤].

الإعراب: {أَفَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي. الفاء: حرف عطف، أو حرف استئناف. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَهْدِ:} مضارع مجزوم ب‍: (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، وفي الفاعل أقوال كثيرة.

قال ابن هشام في مغنيه بعد أن رد قول ابن عصفور: إنّ {كَمْ} فاعل، مردود بأنّ {كَمْ} لها الصدر، فقال: وإنما الفاعل ضمير اسم الله تعالى، أو ضمير العلم، أو الهدى المدلول عليه بالفعل، أو جملة: {أَهْلَكْنا} على القول بأن الفاعل يكون جملة، وجوز أبو البقاء كونه ضمير الإهلاك المفهوم من الجملة، وليس هذا من المواطن التي يعود الضمير فيها على المتأخر. انتهى. هذا؛ واعتبر الجلال الفاعل المصدر المأخوذ من {أَهْلَكْنا} واعتذر عن ذلك بقوله: وما ذكر من أخذ «إهلاك» من فعله الخالي عن حرف مصدري لرعاية المعنى لا مانع منه.

{لَهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {كَمْ:} خبرية بمعنى: كثير مبنية على السكون في محل نصب

<<  <  ج: ص:  >  >>