للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {يا أَيُّهَا:} (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (أيها): منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء، و (ها): حرف تنبيه لا محل له، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه، ولا يجوز اعتبار الهاء ضميرا في محل جر بالإضافة؛ لأنه حينئذ يجب نصب المنادى. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدلا من لفظ (أيها).

{آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {مِنْ أَزْواجِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ) تقدم على اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة.

(أولادكم): معطوف على ما قبله. {عَدُوًّا:} اسم (إنّ) مؤخر. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {عَدُوًّا،} أو بمحذوف صفة له، والجملة الاسمية: {إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها.

{فَاحْذَرُوهُمْ:} (الفاء): هي الفصيحة. (احذروهم): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كانوا كذلك فاحذروهم، والجملة الشرطية هذه معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَإِنْ:} (الواو): حرف عطف. (إن) حرف شرط جازم. {تَعْفُوا:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. وجملة: {وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا} معطوفتان عليها، لا محل لهما مثلها، وإعرابهما مثلها. {فَإِنَّ:} (الفاء): واقعة في جواب الشرط. (إنّ): حرف مشبه بالفعل.

{اللهَ:} اسمها. {غَفُورٌ رَحِيمٌ:} خبران لها، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور. والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. والجملة الشرطية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)}

الشرح: {إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} أي: ابتلاء، واختبار، وشغل عن الاخرة، وقد يقع الإنسان بسببهم في العظائم، ومنع الحق، وتناول الحرام، وغصب مال الغير، ونحو ذلك من أكل الربا، وأكل مال... إلخ، {وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} يعني: الجنة. والمعنى: لا تباشروا المعاصي بسبب أولادكم، ولاتؤثروهم على ما عند الله من الأجر العظيم. قال بعضهم: لما ذكر الله العداوة؛ أدخل (من) للتبعيض، فقال: {إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} لأنهم كلهم ليسوا بأعداء، ولم يذكر في قوله: {إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} لأنهم لم يخلوا عن

<<  <  ج: ص:  >  >>