للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: (تلقى): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {آدَمُ:} فاعله.

{مِنْ رَبِّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعلقهما بمحذوف حال من {كَلِماتٍ؛} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا... إلخ، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {كَلِماتٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة: (تلقى) مستأنفة لا محل لها. (تاب): فعل ماض، والفاعل يعود إلى {رَبِّهِ،} {عَلَيْهِ} متعلقان به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها. {إِنَّهُ:}

حرف مشبه بالفعل والهاء اسمها، {هُوَ:} ضمير فصل لا محل له، أو هو توكيد لاسم (إنّ)، {التَّوّابُ:} خبر أول ل‍ (إنّ). {الرَّحِيمُ:} خبر ثان، هذا وإن اعتبرت الضمير مبتدأ؛ ف‍ {التَّوّابُ} و {الرَّحِيمُ} يكونان خبرين له، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية مفيدة للتعليل، مستأنفة لا محل لها. هذا؛ ويقرأ بفتح همزة («إنّ») وعليه فهي تؤول مع اسمها، وخبرها بمصدر في محل جر بلام محذوفة، التقدير: لأنه... إلخ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تاب). تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{قُلْنَا اِهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨)}

الشرح: {قُلْنَا اهْبِطُوا..}. إلخ: كرر الأمر على جهة التغليظ، وتأكيده. وقيل: كرر الأمر لما علّق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وبالثاني إتيان الهدى.

وقيل: الهبوط الأول من الجنّة إلى السماء، والثاني من السماء إلى الأرض، وعلى هذا يكون فيه دليل على أنّ الجنة في السماء السابعة. {فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ:} الخطاب لآدم، وحواء، وذريتهما.

{مِنِّي هُدىً:} المراد به هنا: الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو القرآن الكريم، أو المراد جميع الرسل، والكتب التي تنزل عليهم، وهو أليق بالمقام، وفي قوله تعالى: {مِنِّي} إشارة إلى أنّ أفعال العباد خلق لله تعالى خلافا للقدرية، والمعتزلة، وغيرهم. {فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ:} قرئ: («هديّ») وهي لغة هذيل، يقولون: هديّ، وعصيّ، ومحييّ، وأنشد النّحويون لأبي ذؤيب يرثي بنيه: [الكامل]

سبقوا هويّ وأعنقوا لهوا همو... فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع

قال النّحاس: وعلّة هذه اللغة عند الخليل وسيبويه: أنّ سبيل ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها، فلما لم يجز أن تتحرك الألف، أبدلت ياء وأدغمت، ومعنى: تبع الهدى: آمن بي، وعمل بطاعتي. {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} أي: فلا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا، وليس فيه دليل على نفي أهوال يوم القيامة وخوفها على المطيعين، لما وصفه الله تعالى ورسوله من شدائد القيامة، إلا أنه يخفّف عن

<<  <  ج: ص:  >  >>