الإعراب: {لِيَجْزِيَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وقال أبو البقاء: لام العاقبة. {اللهُ:} فاعله. {الصّادِقِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ. {بِصِدْقِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، أي: أمر الله بالجهاد ليجزي... إلخ. وقال أبو البقاء: متعلقان ب (صدق) أو ب: {زادَهُمْ،} أو ب (ما بدلوا)، والمعنى: على الأول أقوى.
{وَيُعَذِّبَ:} فعل مضارع معطوف على ما قبله، منصوب مثله، والفاعل يعود إلى {اللهُ}.
{الْمُنافِقِينَ:} مفعول به منصوب... إلخ. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {شاءَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والمفعول محذوف، وجواب الشرط محذوف أيضا، التقدير: إن شاء تعذيبهم؛ عذبهم. {أَوْ:} حرف عطف. {يَتُوبَ:}
مضارع معطوف على ما قبله منصوب مثله، والفاعل يعود إلى {اللهُ}. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بما قبلهما، وحذف شرط آخر، لدلالة الأول عليه انظر الشرح. {إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً} انظر إعراب مثل هذه الجملة في الآية رقم [١]. والجملة الشرطية معترضة بين الفعلين المتعاطفين.
{وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (٢٥)}
الشرح: {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: قريشا، وحلفاءهم. {بِغَيْظِهِمْ} أي: لم يشف صدورهم بنيل ما أرادوا من القضاء على الإسلام، والمسلمين في المدينة المنورة؛ بل رجعوا خائبين. {لَمْ يَنالُوا خَيْراً:} ظفرا بالمسلمين، وسماه الله خيرا بزعمهم، وقصدهم. {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ:} بالملائكة، والرياح؛ التي أرسلها عليهم، كما رأيت في الآية رقم [١٠]. {وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً} أي: صنع ما يريد، وهو غالب على أمره، ولا يحول شيء دون تنفيذ مراده.
تنبيه: قرئ قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [١٢٤]: {قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ} وقرئ:
«(الظالمون)» قال الفراء: معنى القراءتين واحد؛ لأن ما نلته فقد نالك، وما نالك فقد نلته.
خاتمة: وفي صحيحي البخاري، ومسلم: دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الأحزاب، فقال: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم، وانصرنا عليهم، وزلزلهم».
وقام صلّى الله عليه وسلّم في الناس، فقال: «يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتم العدو؛ فاصبروا، واعلموا: أن الجنة تحت ظلال السيوف». أي: السبب الموصل إلى الجنة عند الضرب بالسيف في سبيل الله، ودعا صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «يا صريخ المكروبين، يا مجيب المضطرين، اكشف همي، وغمي، وكربي، فإنك ترى ما نزل بي، وبأصحابي». وقال له المسلمون: هل من