شيء نقوله، فقد بلغت الروح الحناجر، قال:«نعم، قولوا: اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا».
فأتاه جبريل عليه الصلاة والسّلام، فبشره: أن الله يرسل عليهم ريحا، وجنودا، وأعلم صلّى الله عليه وسلّم أصحابه، وصار يرفع يديه، ويقول:«شكرا شكرا، كما رحمتني، ورحمت أصحابي».
وجاء: أنه صلّى الله عليه وسلّم كان قد دعا يوم الإثنين والثلاثاء، ويوم الأربعاء، واستجيب له ذلك اليوم الذي هو يوم الأربعاء، بين الظهر والعصر، فعرف السرور في وجهه. ومن ثمّ كان جابر يدعو في مهماته في ذلك اليوم في ذلك الوقت، ويتحرى ذلك اليوم. وأما الأحاديث التي وردت بذم يوم الأربعاء، فمحمولة على آخر أربعاء في الشهر؛ فإنه روي: أن فرعون قد ولد في ذلك اليوم، وادعى الربوبية فيه، وأهلكه الله فيه، وهو اليوم الذي ابتلي فيه أيوب على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. انتهى. زيني دحلان بتصرف.
هذا؛ ويوم الأربعاء هو اليوم الأول والآخر من الأيام الثمانية التي أرسل الله فيها الرياح على قوم عاد، وسماها الله في سورة (فصلت) رقم [١٦] أياما نحسات، وقال في سورة (القمر) عن يوم الأربعاء: {يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} فإن قيل: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، فكيف يستجاب فيه الدعاء، والنبي صلّى الله عليه وسلّم قد دعا فيه كما رأيت، واستجيب له فيه؟! والجواب والله أعلم: أنه نحس على الفجار، والمفسدين، كما كانت الأيام النحسات المذكورة في سورة (فصلت) نحسات على الكفار من قوم عاد، لا على نبيهم، والمؤمنين منهم. وإذا كان كذلك؛ لم يبعد أن يمهل الله الظالم من أول يوم الأربعاء، إلى أن تزول الشمس، فإذا أدبر النهار، ولم يحدث توبة، ورجعة؛ استجيب دعاء المظلوم عليه، فكان اليوم نحسا على الظالم، ودعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما كان على الكفار. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَرَدَّ:} الواو: حرف استئناف. (رد): فعل ماض. {اللهُ:} فاعله. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها، وجملة:{وَرَدَّ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {بِغَيْظِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل (رد)، وهما مفعوله الثاني، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الاسم الموصول وهو أقوى، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله، أو من إضافة اسم المفعول لنائب فاعله. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَنالُوا:} فعل مضارع مجزوم ب: {لَمْ،} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {خَيْراً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة فهي حال ثانية، أو متداخلة، والرابط: الضمير فقط. {وَكَفَى} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف.
(كفى): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {اللهُ:} فاعله. {الْمُؤْمِنِينَ:} مفعول به أول. {الْقِتالَ:} مفعول به ثان، وجملة:{وَكَفَى..}. إلخ معطوفة على جملة: {(رَدَّ اللهُ...)}