للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستفهام. {أَمْ:} حرف عطف. {تَكُونُ:} فعل مضارع ناقص، واسمه يعود إلى بلقيس. {مِنَ الَّذِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {تَكُونُ،} وجملة: {لا يَهْتَدُونَ} صلة الموصول، لا محل لها، والكلام: {نَكِّرُوا لَها..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. وقال الجمل: معطوفة على المعنى، على قوله: {قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي}.

والمقصود عطف المتعلق، فكان يكفي أن يقال: ونكروا لها عرشها، وإنما أعيد ذكر القول لكون المتعلق مختلفا لكونه أولا ثناء على الله تعالى، وثانيا متعلقا بشأن عرشها.

{فَلَمّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنّا مُسْلِمِينَ (٤٢)}

الشرح: {فَلَمّا جاءَتْ} أي: حضرت، ودخلت على سليمان. {قِيلَ} أي: لها. {أَهكَذا عَرْشُكِ:} تشبيها عليها، زيادة في امتحان عقلها. {قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ:} لم تقل: هو؛ لا حتمال أن يكون مثله، وذلك من كمال عقلها. وقيل: إنها عرفته، لكن شبهت عليهم كما شبهوا عليها.

وقيل: إنها كانت حكيمة، لم تقل: نعم؛ خوفا من الكذب، ولا قالت: لا؛ خوفا من التكذيب أيضا، فقالت: كأنه هو، فعرف سليمان كمال عقلها بحيث لم تقر، ولم تنكر، وقيل: اشتبه عليها أمر العرش؛ لأنها تركته في بيت، عليه سبعة أبواب مغلقة، والمفاتيح معها. قيل لها: فإنه عرشك، فما أغنى عنك إغلاق الأبواب.

{وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها} أي: من قبل هذه الآية في العرش، {وَكُنّا مُسْلِمِينَ} أي: منقادين خاضعين طائعين لأمر سليمان. وقيل: المعنى، أوتينا العلم بالله وبصحة نبوة سليمان بالآيات المتقدمة من أمر الهدهد، والرسل من قبل هذه الآية، وهذا على أن الكلام من كلام بلقيس. وقيل: هو من كلام سليمان، فيكون المعنى: أوتينا العلم بالله وبقدرته على ما يشاء من قبل هذه المرأة، وقبل مجيئها. {وَكُنّا مُسْلِمِينَ} موحدين مؤمنين بالله، فيكون الغرض من هذا الكلام مزيد شكر الله على نعمته حيث خصه بمزيد من العلم، والتقدم في الإيمان، والتوحيد. وقيل: معناه: أوتينا العلم بإسلامها، ومجيئها طائعة من قبل وصولها إلينا، وهذا ضعيف، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [٨]، {جاءَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هي» يعود إلى بلقيس، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية على اعتبار: (لما) حرفا، وفي محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا. {قِيلَ:} فعل ماض مبني للمجهول {أَهكَذا:} الهمزة: حرف استفهام، والهاء:

حرف تنبيه لا محل له، والكاف حرف تشبيه، وجر، و (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وقد فصل في هذا التركيب بين (ها) التنبيه، واسم الإشارة بحرف الجر، وهو الكاف، والأصل اتصال (ها) التنبيه باسم

<<  <  ج: ص:  >  >>