للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (نا): مفعول به. {عَلى يُوسُفَ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط الضمير فقط، والعامل في الحال الاستفهام. {وَإِنّا}: الواو: واو الحال. (إنا): حرف مشبه بالفعل. و (نا): اسمها. {لَهُ}: متعلقان بما بعدهما. {لَناصِحُونَ} اللام: هي المزحلقة. (ناصحون): خبر (إن...) إلخ، والجملة الاسمية: (إنا...) إلخ في محل نصب حال من (نا)، والرابط: الواو، والضمير، وهذه الحال متداخلة في الأولى، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢)}

الشرح: {أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً} أي: إلى الصحراء، هذا؛ و {غَداً} أصله: غدوا عند سيبويه، فحذفت منه الواو لغير علة تصريفية، وهو ما يسمى بالحذف اعتباطا، وقد نطق به على الأصل قال لبيد بن ربيعة الصحابي-رضي الله عنه-: [الطويل]

وما النّاس إلاّ كالدّيار، وأهلها... بها يوم حلّوها، وغدوا بلاقع

والغدو، والغدوة: البكرة، وهو ما بين صلاة الفجر، وطلوع الشمس. والغد أيضا: اليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه. {يَرْتَعْ}: من الرتع، وهو الرعي، والأكل. يقال: رتع الإنسان والبعير: إذا أكلا كيف شاءا، وقرئ: «(يرتعي)» بإثبات الياء. {وَيَلْعَبْ} أي: ينشط بالركض والمسابقة، ورمي السهام، هذا؛ ويقرأ الفعلان بالنون أيضا قراءتان سبعيتان، هذا؛ والرتع في الأصل: أكل البهائم في الخصب زمن الربيع، ويستعار للإنسان، إذا أريد به الأكل الكثير.

{وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ} من أن يناله مكروه؛ حتى نرده إليك.

الإعراب: {أَرْسِلْهُ}: أمر، وفاعله تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به. {مَعَنا}: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و (نا): في محل جر بالإضافة. {غَداً}: ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وجملة: {أَرْسِلْهُ..}. إلخ ابتدائية لا محل لها. {يَرْتَعْ}: مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {يُوسُفَ} على قراءته بالياء، وتقديره: «نحن» على قراءته بالنون، وعلى قراءته بالياء، أي: (يرتعي) فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، وعليه فالجملة الفعلية في محل نصب حال من الهاء، أو من (نا) على حسب القراءة، والرابط الضمير فقط على الاعتبارين، وعلى قراءة الجزم فالجملة لا محل لها {وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ} إعراب هذه الجملة مثل إعراب: {وَإِنّا لَهُ لَناصِحُونَ} وهي في محل نصب حال أيضا، وعلامة الرفع في الاسمين الواو نيابة عن الضمة؛ لأنهما جمعا مذكر سالمان، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، هذا؛ والآية كلها في محل نصب مقول القول. تأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>