الساكنين، وإنما حركت بالضم دون غيره، ليفرق بين الواو الأصلية وبين واو الجماعة في نحو قولك:(لو اجتهدت؛ لنجحت)، وقيل: ضمت؛ لأن الضمة هنا أخف من الكسرة؛ لأنها من جنس الواو، وقيل: حركت بحركة الياء المحذوفة، وقيل: غير ذلك، وانظر إعلاله في الآية رقم [٣٥] من سورة (يوسف) عليه السّلام. {الْعَذابَ}: مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {لَمّا} إليها، هذا؛ وإن اعتبرت {لَمّا} مثل (لما) في الآية رقم [١٢] فيكون جوابها محذوفا لدلالة ما قبله عليه، والأول أقوى. {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}: انظر إعراب هذا الكلام في الآية رقم [٤٧]، وجملة:{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، ويجوز أن تكون معطوفة على جملة:{رَأَوُا الْعَذابَ} فتكون داخلة في حيز {لَمّا،} والضمائر كلها عائدة على {لِكُلِّ نَفْسٍ،} وقال بعضهم، إنها عائدة على الظالمين والمظلومين، وقال آخرون: إنها عائدة على الرؤساء والأتباع.
{أَلا إِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥)}
الشرح:{أَلا إِنَّ لِلّهِ..}. إلخ: أي: إن كل شيء موجود في السموات والأرض لله، ملك له لا يشركه فيه غيره، وما يملكه العبد في هذه الدنيا ظاهرا إنما هو على وجه الوكالة، فهنيئا لمن أحسن الوكالة، وقام بحقوقها كاملة، وويل ثم ويل، ثم ويل لمن قصر في حقوق الوكالة، أو خان فيها، {أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ} أي: ما وعد به على لسان نبيه صلّى الله عليه وسلّم، من ثواب المطيع المنيب، وعقاب العاصي المفسد حق لا ريب فيه. {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أي: أكثر الناس لا يعلمون ذلك لقصور عقولهم، واستيلاء الغفلة عليهم يفترون ما يفترون، ويفعلون ما يفعلون {يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ}.
بعد هذا {ما} تستعمل لغير العاقل، و {ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} منهم العاقل وغير العاقل، فغلب غير العاقل على العاقل هنا كما يغلب العاقل على غير العاقل في غير هذه الآية كما في الآية رقم [٦٦]، ونحوها {السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}: انظر الآية رقم [٣]. {لا يَعْلَمُونَ}: لا يعرفون.
الإعراب:{أَلا}: حرف تنبيه واستفتاح يسترعى به انتباه المخاطب لما يأتي بعده من كلام.
{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل، {لِلّهِ}: متعلقان بمحذوف خبر {إِنَّ} تقدم على اسمها. {ما}:
اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم {إِنَّ} مؤخر. {فِي السَّماواتِ}: متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَالْأَرْضِ}: معطوفة على ما قبله، والجملة الاسمية:{أَلا إِنَّ لِلّهِ..}.
إلخ: لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، وجملة:{أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ}: مؤكدة لما قبلها، وإعرابها لا خفاء فيه. {وَلكِنَّ}: الواو: حرف عطف. (لكن): حرف مشبه بالفعل معناه الاستدراك.