قال عطاء: فلا يحل لأحد أن يعين ظالما، ولا يكتب له، ولا يصحبه، وأنه إن فعل شيئا من ذلك فقد صار معينا للظالمين. وفي الحديث:«ينادي مناد يوم القيامة: أين الظلمة، وأعوان الظلمة؛ حتى من لا ق لهم دواة، أو بري لهم قلما، فيجمعون في تابوت من حديد، فيرمى بهم في جهنم». ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من مشى مع مظلوم؛ ليعينه على مظلمته؛ ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة يوم تزل فيه الأقدام. ومن مشى مع ظالم؛ ليعينه على ظلمه؛ أزل الله قدميه على الصراط يوم تدحض فيه الأقدام». انتهى. قرطبي، وخذ ما يلي:
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم، وصدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني، ولست منه، ولا يرد علي الحوض، ومن غشي أبوابهم، أولم يغش، فلم يصدقهم في كذبهم، ولا أعانهم على ظلمهم، فهو مني، وأنا منه، وسيرد علي الحوض». رواه الترمذي والنسائي.
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض، وفاعله مستتر تقديره:«هو» يعود إلى (موسى). {رَبِّ:}
منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة... إلخ. {بِما:} الباء: حرف جر. (ما): مصدرية. {أَنْعَمْتَ:} فعل، وفاعل، و (ما) والفعل في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم، أو: أسألك بحق إنعامك علي. وانظر الشرح. {عَلَيَّ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فَلَنْ:} الفاء: حرف تعليل وتفريغ. (لن): حرف نفي، ونصب، واستقبال.
وقال ابن عصفور، وابن السراج، وآخرون: ودعاء، أي: اعتبروها دعائية هنا، مثل قول الأعشى:[الخفيف] لن تزالوا كذلكم، ثم لا زل... ت لكم خالدا خلود الجبال
{أَكُونَ:} فعل مضارع ناقص منصوب ب: (لن) واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنا».
{ظَهِيراً:} خبر: {أَكُونَ}. {لِلْمُجْرِمِينَ:} جار ومجرور متعلقان ب: {ظَهِيراً،} وجملة: {فَلَنْ أَكُونَ..}. تعليل لما قبلها، والأحسن عطفها على الجواب المحذوف المقدر ب:(لأتوبن)، والكلام {رَبِّ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً} أي: على نفسه من قتله القبطي أن يؤخذ به. و (أصبح) بمعنى: صار، وليس على بابه. {يَتَرَقَّبُ} أي: ينتظر سوءا. والترقب: انتظار المكروه. وقيل: