{إِمّا:} أداة شرط، وتخيير. وقيل: تقسيم، والمصدر المؤول من:{أَنْ تُلْقِيَ} في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، التقدير: إما الإلقاء حاصل منك، أو خبر لمبتدإ محذوف التقدير:
الأمر إلقاؤك، ونحوه، أو المصدر المؤول في محل نصب مفعول به، التقدير: اختر إلقاءك، ومفعول الفعل محذوف للعلم به؛ إذ التقدير: إما أن تلقى عصاك. {وَإِمّا:} الواو: حرف عطف. (إما): معطوفة على سابقتها. {أَنْ نَكُونَ:} مضارع ناقص منصوب ب: {أَنْ} واسمه ضمير مستتر تقديره: «نحن». {أَوَّلَ:} خبر {نَكُونَ،} و {أَوَّلَ:} مضاف، و {مَنْ} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. {أَلْقى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى {مَنْ،} وهو العائد، والمفعول محذوف، التقدير: ألقى حبالنا، وعصينا، والجملة الفعلية صلة {مَنْ،} والمصدر المؤول من {أَنْ نَكُونَ..}. إلخ فهو مثل سابقه في التأويل، والجملة الاسمية سواء أكانت اسمية، أم فعلية معطوفة على ما قبلها، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وألفت النظر إلى أنّ الآية شبيهة في الآية رقم [٨٧] من سورة (الكهف).
الشرح:{قالَ بَلْ أَلْقُوا} مقالة أدب بأدب، وعدم مبالاة بسحرهم، وليبرزوا ما معهم من مكايد السحر، ويظهر الله سلطانه، ويقذف بالحق على الباطل، فيدمغه، ويسلط المعجزة على السحر فتمحقه، فيصير آية نيرة للمناظرين، وعبرة للمعتبرين. {فَإِذا حِبالُهُمْ..}. إلخ: قبله محذوف، التقدير: فألقوا ما معهم، فإذا حبالهم... إلخ.
{وَعِصِيُّهُمْ:} يقرأ بضم العين، وكسرها، مثل: قسي، وقسي، ومفرده: عصا، ومقتضى القياس أن يقال في جمعها:(عصوّ) فأبدل من الواو الثانية ياء؛ لأنها طرف ليس بينها وبين الضمة إلا حرف ساكن، فصار:(عصوي) فاجتمعت الواو، والياء، والأول: ساكن، فقلبت الواو الأولى ياء، ثم أدغمت الياء في الياء، ثم قلبت ضمة الصاد كسرة لتصح الياء. ثم تبعت حركة العين حركة الصاد، فكسرت على قراءة كسرها، وبقيت على حالها على قراءة ضمها.
هذا؛ وانظر بالإضافة لما ذكرته في الآية رقم [١٨] ما ذكرت في الآية رقم [١٠٦] من سورة (الأعراف) تجد ما يسرك ويثلج صدرك، وكذا الآية رقم [٤٥] من سورة (الشعراء).
{يُخَيَّلُ:} يظن، وتخيل الشيء: توهمه، ويقرأ «(تخيّل)» على أنّ نائب الفاعل يعود إلى العصي، والحبال، وقرئ «(تخيّل)» بالبناء للمعلوم على أنّ أصله: تتخيّل، ويقرأ «(نخيّل)» بالنون على أن الله هو المخيل. {أَنَّها تَسْعى:} تمشي، وذلك: أنهم لطخوا الحبال والعصي، فلما ضربت عليها الشمس، اضطربت، فخيل إلى موسى: أنها تسعى، فرأى أن الأرض قد امتلأت حيات، وكانت قد أخذت ميلا في ميل من كلّ جانب.