للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ و (الحي) هو الذي لا يموت، فهو الباقي أزلا، وأبدا، و (القيوم) هو القائم المقيم لغيره.

وقيل: الدائم الباقي، فيكون بمعنى: الحي، وتأكيدا له، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَعَنَتِ:} الواو: حرف استئناف. (عنت): ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث التي هي حرف لا محل له. {الْوُجُوهُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {لِلْحَيِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْقَيُّومِ:} بدل من سابقه، أو عطف بيان عليه. {وَقَدْ:} الواو: واو الحال. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {خابَ:} ماض. {مَنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع فاعل، وجملة: {حَمَلَ ظُلْماً} صلة {مَنْ} أو صفتها، والعائد، أو الرابط: رجوع الفاعل إليها، وجملة: {وَقَدْ خابَ..}. إلخ في محل نصب حال من {الْوُجُوهُ} والرابط: الواو فقط، أو هي مستأنفة، لا محل لها. تأمل.

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢)}

الشرح: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ:} ف‍: (من) للتبعيض؛ أي: بعض الأعمال الصالحات.

{وَهُوَ مُؤْمِنٌ:} شرط في قبول العمل الصالح؛ لأن العمل لا يقبل بغير إيمان بوجود الله تعالى، وتصديق حبيبه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وقد ذكرت لك مرارا أن هذا يسمى: احتراسا، كما أن الإيمان بدون عمل لا يجدي، ولا ينفع في دخول الجنة مع السابقين. وانظر الآية رقم [٦٠] من سورة (مريم) عليها السّلام، والآية رقم [١٠٧] من سورة (الكهف).

{فَلا يَخافُ ظُلْماً} أي: نقصا لثواب طاعته، ولا زيادة عليه في سيئاته. {(وَلا هَضْماً):}

بالانتقاص من حقه، والهضم: النقص، والكسر، يقال: هضمت ذلك من حقي؛ أي: حططته، وتركته، وهذا يهضم الطعام؛ أي: ينقص ثقله، وامرأة هضيم الكشح: ضامرة البطن. والفرق بين الظلم، والهضم أن الظلم المنع من الحق كله، والهضم المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه. قال المتوكل الليثي: [الكامل]

إنّ الأذلّة واللّئام لمعشر... مولاهم المتهضّم المظلوم

وانظر شرح {هَضِيمٌ} في الآية رقم [١٤٨] من سورة (الشعراء) تجد ما يسرك.

الإعراب: {وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَعْمَلْ:} مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {مِنَ الصّالِحاتِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به، والجملة الاسمية: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} في محل نصب حال من الفاعل المستتر، والرابط: الواو، والضمير، أو هي معترضة بين فعل الشرط

<<  <  ج: ص:  >  >>