للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {إِنْ} ومدخولها كلام معترض بين {جُناحَ} ومتعلقه الآتي. {أَوْ:} حرف عطف. {كُنْتُمْ:}

فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مَرْضى:} خبر كان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية معطوفة على جملة فعل الشّرط، لا محلّ لها مثلها. {أَنْ تَضَعُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍ {إِنْ} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمصدر المؤول من الفعل وناصبه في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير:

في وضع أسلحتكم، والجار والمجرور متعلقان بما تعلّق به: {عَلَيْكُمْ}. {أَسْلِحَتِكُمْ:}

مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة.

{وَخُذُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {حِذْرَكُمْ:}

مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: ({لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ}) وهي مؤكّدة لها. وحصل في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب. {إِنْ:} حرف مشبه بالفعل.

{اللهَ:} اسمها. {أَعَدَّ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {اللهَ}. {لِلْكافِرِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب‍ {مُهِيناً} بعدهما. {عَذاباً:} مفعول به. {مُهِيناً:} صفة له، وجملة: {أَعَدَّ..}. إلخ في محل رفع خبر: {إِنْ،} والجملة الاسمية مفيدة للتعليل، لا محلّ لها.

{فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اِطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (١٠٣)}

الشرح: {فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ} أي: فرغتم، وانتهيتم من صلاة الخوف المذكورة.

{فَاذْكُرُوا اللهَ} يعني: بالتسبيح، والتحميد، والتّهليل، والتكبير، وأثنوا على الله في جميع أحوالكم، واسألوه النّصر لا سيما في حال القتال، كقوله تعالى في سورة (الأنفال): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فذكر الله مرغّب فيه في جميع الحالات، وهو في حالة الحرب، وبعد الفراغ من الحرب آكد.

{قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ} أي: اذكروا الله في جميع الحالات، وفي حالة الخوف والحرب آكد كما قدّمت. ويقال: المعنى: إذا صليتم في دار الحرب؛ فصلّوا كيفما قدرتم، وتمكّنتم، كما قال تعالى في سورة (البقرة): {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً} فيكون المراد بالذكر الصّلاة، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٩١] من سورة (آل عمران) تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.

{اِطْمَأْنَنْتُمْ:} سكنت قلوبكم من الخوف. {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} أي: فأتمّوها أربعا. فعلى هذا يكون المراد بالطمأنينة ترك السّفر، المعنى: إذا صرتم مقيمين في أوطانكم؛ فأقيموا الصلاة تامة أربعا من غير قصر. وقيل: المعنى: أقيموا لها ركوعها، وسجودها، وقيامها، وقعودها، وخشوعها. فعلى هذا يكون المراد بالطمأنينة: سكون القلب من الاضطراب، والأمن بعد الخوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>