الإعراب:{وَاجْعَلْنِي:} الواو: حرف عطف. (اجعلني): فعل دعاء، وفاعله مستتر تقديره:
«أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. {مِنْ وَرَثَةِ:}
جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني. و {وَرَثَةِ} مضاف، و {جَنَّةِ} مضاف إليه، من إضافة الصفة لمفعولها؛ لأنه بمعنى وارث كما يشير إليه المعنى، وفاعله مستتر فيه. و {جَنَّةِ} مضاف، و {النَّعِيمِ} مضاف إليه، من إضافة المحل للحال فيه، وجملة:{وَاجْعَلْنِي..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا.
الشرح: سأل إبراهيم ربه المغفرة لأبيه، وهذا الدعاء كان في حياة أبيه، فدعا له بالتوفيق، والهداية للإيمان، وهذا قبل أن يتبين له: أنه عدو لله، كما رأيت في الآية رقم [١١٤] من سورة (التوبة). {إِنَّهُ كانَ مِنَ الضّالِّينَ} أي: المشركين. وقال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: وإن كان هذا الدعاء بعد موته، فلعله كان في ظنه أنه كان يخفي إيمانه تقية من نمرود، ولذلك وعده به، أو؛ لأنه لم يمنع بعد من الاستغفار للكفار، ويرد الأول التصريح ببراءته من أبيه، كما رأيت في الآية المذكورة آنفا، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَاغْفِرْ:} الواو: حرف عطف. (اغفر): فعل دعاء، والفاعل مستتر تقديره:«أنت».
{لِأَبِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
{إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه مستتر تقديره:«هو» يعود إلى أبيه. {مِنَ الضّالِّينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ،} وجملة: {كانَ مِنَ الضّالِّينَ} في محل رفع خبر (إنّ)، وهذا يؤيد أن الدعاء له كان بعد موته، وأما على اعتبار الدعاء له قبل أن يتبين له أنه عدو لله، ف:{كانَ} زائدة، لا عمل لها، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:{إِنَّهُ كانَ مِنَ الضّالِّينَ} تعليل للدعاء لا محل لها، وجملة:{وَاغْفِرْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا.
{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧)}
الشرح:{وَلا تُخْزِنِي} أي: لا تفضحني على رؤوس الأشهاد، أو لا تعذبني يوم القيامة.
وقال البيضاوي: بمعاتبتي على ما فرطت، أو بنقص رتبتي عن رتبة بعض الوراث. {يَوْمَ يُبْعَثُونَ} أي: يبعث الناس، أو الضالون. هذا؛ {وَلا تُخْزِنِي} ولا توقعني في الخزاية من الإخزاء، وهو الإذلال، قال ذو الإصبع العدواني شاعر جاهلي:[البسيط]