للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو قوله تعالى: {وَلا تَفَرَّقُوا} الأصل: ولا تتفرقوا. وقرأ محمد بن السميقع، وأبو العالية:

«(وكذلك نجّى المؤمنين)» أي: نجى الله المؤمنين، وهي حسنة. انتهى. قرطبي بتصرف.

الإعراب: {فَاسْتَجَبْنا:} الفاء: حرف استئناف. (استجبنا): فعل، وفاعل، ومفعوله محذوف. {لَهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. (نجيناه):

فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {مِنَ الْغَمِّ:} متعلقان بما قبلهما. {وَكَذلِكَ:} الواو: حرف استئناف. الكاف: حرف تشبيه وجر، و (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، اللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: ننجي المؤمنين إنجاء كائنا مثل إنجاء يونس من كربه. {نُنْجِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {الْمُؤْمِنِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{وَزَكَرِيّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩)}

الشرح: {وَزَكَرِيّا إِذْ نادى رَبَّهُ:} دعا ربه، وسأله من فضله أن يهبه ذرية صالحة. {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً} أي: وحيدا بلا ولد يساعدني في أموري، ويرثني من بعدي. {وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ} أي: خير من يبقى بعد كل من يموت، فهو ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق، وأنه الوارث لهم، وهذا على سبيل التمثيل، والمجاز. هذا؛ وإن أردت أن تعرف قصته، وما الذي قوّى أمله في طلب الولد بعد أن بلغ من العمر عتيا؛ فانظر صدر سورة (مريم) عليها السّلام، والآية رقم [٣٧ و ٣٨] من سورة (آل عمران) وما بعدها.

الإعراب: {وَزَكَرِيّا إِذْ نادى:} انظر الآية [٨٧] فإعرابهما واحد. {رَبَّهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {رَبِّ:}

منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر بالإضافة، وانظر الآية رقم [٣] من سورة (مريم) عليهاالسّلام، ورقم [٣٥] من سورة (طه). {لا:} دعائية. {تَذَرْنِي:} مضارع مجزوم ب‍: (لا)، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به.

{فَرْداً:} حال من ياء المتكلم، وهو بمعنى منفردا، والجملة الندائية، والفعلية كلتاها تفسير ل‍: {نادى،} أو هما في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: قال: رب... إلخ، وتكون هذه الجملة هي المفسرة. {وَأَنْتَ:} الواو: واو الحال. (أنت): ضمير منفصل مبني على

<<  <  ج: ص:  >  >>