قبلهما، و (عذاب) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة اسم المصدر لفاعله. {كانَ:} حرف شرط جازم. {كُنْتَ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مِنَ الصّادِقِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: فائتنا به، والجملة الشرطية في محل نصب مقول القول.
الشرح:{قالَ} أي: لوط. {رَبِّ انْصُرْنِي} أي: بإنزال العذاب. {عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} أي: بابتداع الفاحشة وسنها فيمن بعدهم، وصفهم بذلك مبالغة في استنزال العذاب، وإشعارا بأنهم أحقاء بأن يعجل لهم العذاب، وقد قال تعالى:{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ} رقم [٨٨] من سورة (النحل).
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض. والفاعل يعود إلى (لوط) تقديره: «هو». {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء، وانظر تفصيله في الآية رقم [١٦٩] من سورة (الشعراء) ففيها الكفاية.
{اُنْصُرْنِي:} فعل دعاء، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية، والجملة الندائية كلتاهما في محل نصب مقول القول. {عَلَى الْقَوْمِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمُفْسِدِينَ:} صفة:
{الْقَوْمِ} مجرور مثله، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{وَلَمّا جاءَتْ رُسُلُنا} أي: الملائكة. {إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى:} هي البشارة بالولد، والنافلة لزوجته سارة، وهي قوله تعالى في سورة (هود) رقم [٧١]. {فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ}. {قالُوا} أي: الملائكة المرسلون. {إِنّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ:} وهي قرية «سدوم» وما حولها، وقد قيل فيها: أجور من قاضي سدوم. وهذه الآية تشعر بأن القرية قريبة من موضع إبراهيم على نبينا، وحبيبنا، وعليهم أجمعين ألف صلاة، وألف سلام. قالوا: إنها كانت على مسيرة يوم وليلة من موضع إبراهيم.
{إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ} أي: إن الظلم قد استمر فيهم في الأيام السالفة، وهم عليه مصرون، وظلمهم: هو كفرهم، وأنواع معاصيهم التي رأيتها فيما مضى. هذا؛ وانظر شرح