للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي عائدة على النفس، ونون التوكيد حرف لا محل له. {طَبَقاً:} مفعول به. وقيل: حال.

وليس بشيء. {عَنْ طَبَقٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: {طَبَقاً} وجوّز الزمخشري اعتبارهما متعلقين بمحذوف حال من الفاعل في {لَتَرْكَبُنَّ}. {فَما:} الفاء: حرف استئناف.

(ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والعامل في الحال اسم الاستفهام؛ لما فيه من معنى الفعل، والجملة الاسمية: (ما لهم لا يؤمنون) مستأنفة، لا محل لها. {وَإِذا:} الواو: حرف عطف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {قُرِئَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {عَلَيْهِمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الْقُرْآنُ:} نائب فاعل {قُرِئَ،} والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها. {لا:} نافية. {يَسْجُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية جواب (إذا)، لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على الجملة الاسمية السابقة لا محل له مثلها. وقال السمين: معطوفة على جملة: {لا يُؤْمِنُونَ} فهو في محل نصب حال مثلها. وهذا يتناقض مع (إذا) التي هي للمستقبل؛ اللهم إلا أن يقال: إن الكلام على حكاية حال ماضية، فيصح هذا الاعتبار؛ الذي قال به السمين. هذا؛ وقيل: الفاء في الآيتين الفاء الفصيحة، ولا وجه له، وإنما هي للاستئناف.

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)}

الشرح: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ} أي: بالإسلام، وبالقرآن، وبالحساب، والجزاء، وبمحمد صلّى الله عليه وسلّم. {وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ} أي: بما يضمرون في أنفسهم من التكذيب. وقال مجاهد: يكتمون من أفعالهم. وقال ابن زيد: يجمعون من الأعمال الصالحة، والسيئة. مأخوذ من الوعاء الذي يجمع ما فيه. يقال: أوعيت الزاد، والمتاع: إذا جعلته في الوعاء. قال الشاعر: [البسيط]

الخير أبقى وإن طال الزّمان به... والشّرّ أخبث ما أوعيت من زاد

ووعاه: حفظه، تقول: وعيت الحديث، أعيه وعيا. قال تعالى في سورة (الحاقة): {وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ} وقال تعالى في سورة (المعارج): {وَجَمَعَ فَأَوْعى} انظر شرح الآيتين هناك.

{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ} أي: موجع في جهنم بسبب عنادهم، وتكذيبهم، وكفرهم. هذا؛ والبشارة عبارة عن الخبر السار؛ الذي يظهر على بشرة الوجه أثر الفرح به، ولما كان ذلك الفرح والسرور يوجبان تغير بشرة الوجه؛ كان كذلك الحزن، والغم يظهر أثرهما على الوجه، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>