من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، {الْيَتِيمَ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، والتي بعدها معطوفة عليها، و {طَعامِ} مضاف، و {الْمِسْكِينِ} مضاف إليه، من إضافة اسم المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، والتي بعدها معطوفة عليها، وإعرابها واضح إن شاء الله.
{أَكْلاً:} مفعول مطلق. {لَمًّا:} صفة له. {حُبًّا:} مفعول مطلق. {جَمًّا:} صفة له.
{كَلاّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١)}
الشرح: {كَلاّ} أي: ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر، فهو ردّ وزجر، وردع لانكبابهم على الدنيا، وجمعهم لها، فإن من فعل ذلك يندم يوم تدكّ الأرض، ولا ينفع الندم. والمعنى:
ارتدعوا أيها الغافلون، وانزجروا عن ذلك، فإن أمامكم أهوالا عظيمة يوم القيامة، وذلك حين تزلزل الأرض، وتحرك تحريكا متتابعا. هذا؛ وفي المختار: الدكّ: الدقّ، وقد دكّه: إذا ضربه، وكسره، وسواه بالأرض. وبابه: ردّ، ومنه قوله تعالى في سورة (الحاقة): {فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً}.
قال الأخفش: هي أرض دك، والجمع: دكوك. والآية الكريمة تفيد: أن الأرض يبدل شكلها، وهيئتها، كما قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ} رقم [٤٨] من سورة (إبراهيم) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وانظر ما ذكرته في سورة (الحاقة) رقم [١٤]، وفي سورة (النبأ) رقم [٢٠].
الإعراب: {كَلاّ:} حرف ردع، وزجر. {إِذا:} انظر الآية رقم [١٥]. {دُكَّتِ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {الْأَرْضُ:} نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، وجواب {إِذا} محذوف، يدل عليه الكلام الآتي، وهو {يَتَذَكَّرُ} وصحح السمين: أنه هو الخبر. {دَكًّا:} مفعول مطلق. {دَكًّا:} مفعول مطلق مؤكد لما قبله. وهما مصدران في موضع الحال على رأي: أبي حيان، والزمخشري، كقرأت الكتاب بابا بابا.
{وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنّى لَهُ الذِّكْرى (٢٣)}
الشرح: {وَجاءَ رَبُّكَ} أي: أمره، وقضاؤه، وهو من باب حذف المضاف. وفي الجمل:
حصل تجليه على الخلائق، وظهر سلطانه، وقهره، وظهرت أهوال يوم الموقف، وغير ذلك مما لا يكاد يحصر. وفي البيضاوي: {وَجاءَ رَبُّكَ} أي: ظهرت آيات قدرته، وآثار قهره، مثل ذلك، بما يظهر عند ظهور السلطان من آثار هيبته، وسياسته. {وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي: مصطفين صفوفا. هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (الفرقان) رقم [٢٥]: {وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً} أي: ينزلون بصحائف العباد إلى الأرض، وذلك لحساب الثقلين من الإنس والجن. قال ابن عباس-رضي