للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ:} انظر الآية السابقة. {اُسْجُدُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لِآدَمَ:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة، وجملة: {اُسْجُدُوا لِآدَمَ} في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَإِذْ قُلْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها في الآية السابقة. {فَسَجَدُوا:}

الفاء: حرف عطف. (سجدوا): ماض، والواو فاعله. {إِلاّ:} أداة استثناء. {إِبْلِيسَ:} مستثنى ب‍: {إِلاّ،} ورأيت الخلاف فيه، هل هو متصل، أو منقطع؟ وجملة: {فَسَجَدُوا..}. إلخ معطوفة على جملة: {قُلْنا..}. إلخ فهي في محل جر مثلها. {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى إبليس.

{أَأَسْجُدُ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (أسجد): مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا».

لمن: متعلقان بالفعل قبلهما، و (من) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر باللام، وجملة: {خَلَقْتَ} صلة (من)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: للذي، أو لشخص خلقته. {طِيناً:} منصوب بنزع الخافض؛ إذ التقدير: من طين.

وقيل: هو حال من (من)، أو من العائد المحذوف، وجاز وقوعه حالا وهو جامد؛ لدلالته على الأصالة، كأنه قال: متأصلا من طين. وقال الزجاج وتبعه ابن عطية: منصوب على التمييز، ولا يظهر ذلك؛ إذ لم يتقدم إبهام ذات، ولا نسبة. وجملة: {أَأَسْجُدُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً (٦٢)}

الشرح: {قالَ أَرَأَيْتَكَ} أي: أخبرني. قال الجمل: استعمال «أرأيت» في الإخبار مجاز؛ أي:

أخبرني عن هذه الحالة العجيبة. ووجه المجاز: أنه لما كان العلم بالشيء سببا للإخبار عنه، والأبصار به طريقا إلى الإحاطة به علما، وإلى صحة الإخبار عنه؛ استعملت الصيغة التي لطلب العلم أو لطلب الإبصار في طلب الخبر، لاشتراكهما في الطلب. انتهى. بتصرف من سورة (الأنعام).

{هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} أي: فضلته عليّ بأمري بالسجود له. والتقدير: لم فضلته وقد خلقتني من نار، وخلقته من طين؟ ولم يجبه الله عن هذا السؤال إهمالا له، وتحقيرا؛ حيث اعترض على مولاه ب‍: (لم)؟ انظر الإعراب. {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ} أي: أمهلتني، وهو جواب قسم محذوف، وفي سورة (الأعراف) و (الحجر) وسورة (ص) طلب الإنظار، والإمهال طلبا، فأعطي ما طلب فتنة، وابتلاء. {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ:} لأستولين عليهم، أو لأقودنهم حيث شئت. وقيل: معناه: لأستأصلنهم بالإغواء والإضلال. {إِلاّ قَلِيلاً} منهم، لا أقدر عليهم؛ لاعتصامهم بحبلك المتين، واتباعهم لسنن الأنبياء والمرسلين، وهم المذكورون في الآية [٦٥]

<<  <  ج: ص:  >  >>