للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف عطف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت... إلخ، أو هو متعلق بهذا المقدر؛ إن اعتبرته باقيا على ظرفيته، وجملة: {قالَ إِبْراهِيمُ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذ) إليها.

{لِأَبِيهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنّه من الأسماء الخمسة، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَقَوْمِهِ:} معطوف على ما قبله. {إِنَّنِي:} حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسمها. {بُرَآؤُا:} خبرها، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {بُرَآؤُا،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍: (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: براء من الذي، أو من شيء تعبدونه. وإن اعتبرت (ما) مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر ب‍: (من): التقدير: براء من عبادتكم.

{إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧)}

الشرح: {إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي:} خلقني، وأنشأني من العدم. وانظر {فاطِرُ} في الآية رقم [١١] من سورة (الشورى). {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ:} فإنه سيرشدني إلى الدين الحق، ويهديني إلى طريق السعادة في الدنيا والآخرة. أو سيثبتني على الهداية. قال ذلك ثقة بالله، وتنبيها لقومه على أنّ الهداية من الله تعالى، والأوجه: أنّ السين للتأكيد دون التسويف، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار.

الإعراب: {إِلاَّ:} أداة استثناء. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب على الاستثناء المنقطع بناء على أنهم كانوا يعبدون الأصنام فقط، أو هو متصل بناء على أنهم كانوا يشركون مع الله الأصنام. وأجيز اعتباره بدلا من (ما) كما أجيز اعتبار: {إِلاَّ} صفة ل‍: (ما) بمعنى: «غير» على اعتبار (ما) نكرة موصوفة ظهر إعرابها على ما بعدها بطريق العارية لكونها على صورة الحرف. و {إِلاَّ} مضاف، و {الَّذِي} مضاف إليه. {فَطَرَنِي:} ماض، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {فَإِنَّهُ:} الفاء: حرف تعليل لبراءته مما تعبدون. (إنه): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {سَيَهْدِينِ:} السين: حرف استقبال. (يهدين): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي} أيضا، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة المدلول عليها بالكسرة في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (إن)، والجملة الاسمية لا محلّ لها؛ لأنّها تعليلية.

تنبيه: وقوع {إِلاَّ} اسما بمعنى: «غير» مستعمل في العربية، من ذلك قوله تعالى في سورة (الأنبياء) رقم [٢٢]: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا} ولهذه المسألة نظائر في الشعر العربي مثل قول ذي الرمة: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>