للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفعل جاء في تأويل مصدر في محل جر ب‍ {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {فَمَا اخْتَلَفُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ}: اسم {إِنَّ،} والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {يَقْضِي}:

مضارع مرفوع... إلخ، والفاعل يعود إلى {رَبَّكَ}. {بَيْنَهُمْ}: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة {يَوْمَ}: ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، و {يَوْمَ}: مضاف، {الْقِيامَةِ}: مضاف إليه. {فِيما}: جار ومجرور متعلقان بالفعل {يَقْضِي} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط: الضمير المجرور محلا ب‍ (في). {كانُوا}: ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق. {فِيهِ}: متعلقان بالفعل بعدهما. {يَخْتَلِفُونَ}: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان.

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤)}

الشرح: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ} أي: من آيات القرآن المشتملة على القصص والأحكام والمواعظ وذلك على سبيل الفرض والتقدير؛ إذ محال أن يشك النبي صلّى الله عليه وسلّم بنبوته، أو فيما أوحي إليه.

وقال القرطبي: الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد غيره، أي: لست في شك، ولكن غيرك في شك، قال أبو عمر محمد بن عبد الله الزاهد: سمعت الإمامين ثعلبا والمبرد يقولان: معنى {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ} أي: قل: يا محمد للكافر. {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ،} وإني أعتمد الأول، وهو كقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ} هو على سبيل الفرض والتقدير أيضا، ومعاذ الله أن يشرك النبي المعظم صلّى الله عليه وسلّم. {فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ} أي:

فاسأل علماء اليهود والنصارى، الذين آمنوا بك وبرسالتك، فإن ما أنزل إليك محقق عندهم، ثابت في كتبهم، على نحو ما أنزل إليك، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا أشكّ ولا أسأل». {لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أي: إن ما نزل إليك إنما هو الحق الثابت الذي لا شك فيه. {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ} أي: الشاكين فيما أنزل إليك من ربك، فاثبت على ما أنت عليه.

هذا؛ والشك في اللغة خلاف اليقين، والشك: اعتدال النقيضين عند الإنسان، لوجود أمارتين، أو لعدم الأمارة، والشك ضرب من الجهل.

الإعراب: {فَإِنْ}: الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {كُنْتَ}: ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {فِي شَكٍّ}: متعلقان بمحذوف خبر كان. {مِمّا}: متعلقان ب‍ {شَكٍّ؛} لأنه مصدر، أو هما متعلقان بمحذوف صفة له، و (ما): تحتمل

<<  <  ج: ص:  >  >>