للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهدى... إلخ، كما وصفه الله بأوصاف عديدة، منها: نور، وهدى، ورحمة، وشفاء، وموعظة، وعزيز، ومبارك، وبشير، ونذير... إلى غير ذلك من الأوصاف الّتي تشعر بعظمته، وقدسيّته، ويحرم على المحدث حدثا أكبر قراءته، ومسّه، وحمله، وعلى المحدث حدثا أصغر حمله، ومسّه، ولا يمنع من قراءته عن ظهر غيب. قال تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} وقال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [١٠٦]: {وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً} وعلى اعتباره مصدرا جاء قول الشاعر مع اختلاف في قائله، والمراد به: عثمان-رضي الله عنه-وهو الشّاهد رقم [٣٩٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [البسيط]

ضحّوا بأشمط عنوان السّجود به... يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا

أي: قراءة. هذا؛ ولم يذكر بلفظه بسورة (البقرة) إلا في الآية رقم [١٨٥]، ولم يذكر في هذه السورة إلا في هذه الآية، ولم يذكر في سورة (آل عمران)، وإنّما يكثر ذكره بما ذكرت لك من أسمائه، وصفاته، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء: حرف عطف، أو حرف استئناف. (لا): نافية، {يَتَدَبَّرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله. {الْقُرْآنَ:} مفعول به، والجملة الفعلية لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين بالفاء. {وَلَوْ:} الواو: حرف عطف. ({لَوْ}): حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر يعود إلى القرآن، تقديره: هو. {مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ:} متعلقان بمحذوف خبر: {كانَ،} و {عِنْدِ} مضاف، و {غَيْرِ:} مضاف إليه، وجملة:

{كانَ..}. إلخ لا محلّ لها؛ لأنّها ابتدائية، ويقال: لأنّها جملة شرط غير ظرفي. {لَوَجَدُوا:}

اللام واقعة في جواب ({لَوْ}). (وجدوا): فعل ماض وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية جواب: (لو) لا محلّ لها. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الأول. {اِخْتِلافاً:} مفعول به ثان. {كَثِيراً:} صفة له. و (لو) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، أو هو مستأنف، لا محلّ له على الاعتبارين.

{وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاّ قَلِيلاً (٨٣)}

الشرح: {وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ..}. إلخ، وذلك: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يبعث البعوث، والسّرايا بالقتال للكفار، فإذا غلبوا، أو غلبوا؛ بادر المنافقون يستخبرون عن حالهم، ثم يشيعونه،

<<  <  ج: ص:  >  >>