للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَدِيداً: بالقتل، وأنواع العذاب. إذا كفروا، وعصوا، كالذي حصل لقوم ثمود، وعاد، وأمثالهم. {كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً} أي: مكتوبا مثبتا، والمراد: بالكتاب: اللوح المحفوظ.

فعن عبادة بن الصامت-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فقال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر، وما هو كائن إلى يوم القيامة إلى الأبد». أخرجه الترمذي.

هذا؛ ويوم القيامة هو اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم للحساب، والجزاء. وأصل القيامة: القوامة؛ لأنها من: قام، يقوم، قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها.

الإعراب: {وَإِنْ:} الواو: حرف استئناف. (إن): حرف نفي بمعنى: (ما). {مِنْ:} حرف جر صلة. {قَرْيَةٍ:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {إِلاّ:} حرف حصر. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {مُهْلِكُوها:} خبره مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، وها: في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قَبْلَ:} ظرف زمان متعلق ب‍: {مُهْلِكُوها} و {قَبْلَ:}

مضاف، و {يَوْمِ:} مضاف إليه، و {يَوْمِ:} مضاف، و {الْقِيامَةِ:} مضاف إليه. {أَوْ:} حرف عطف. {مُعَذِّبُوها:} معطوف على {مُهْلِكُوها} وهو مثله في إعرابه. {عَذاباً:} مفعول مطلق عامله ما قبله. {شَدِيداً:} صفة له. {كانَ} ماض ناقص. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم {كانَ} واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {فِي الْكِتابِ:}

متعلقان بما بعدهما. {مَسْطُوراً:} خبر {كانَ،} وجملة: {كانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاّ تَخْوِيفاً (٥٩)}

الشرح: {وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ..}. إلخ: أي: التي سألها كفار قريش، وطلبوها من الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {إِلاّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} أي: الأمم السابقة طلبوا المعجزات من أنبيائهم فأعطوها، فلم يؤمنوا بها، فأهلكهم الله، وكذلك كفار قريش لو أعطوا ما سألوا، وإذا لم يؤمنوا؛ أهلكهم الله، كما أهلك من كان قبلهم. {وَآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً} أي: معجزة واضحة، تدل على صدق نبي الله صالح، عليه السّلام. أو المعنى: يبصرها كفار قريش، ويرونها؛ لأن آثار إهلاكهم في بلاد العرب قريبة من حدودهم، وهم يبصرونها في ذهابهم، وإيابهم إلى بلاد الشام للتجارة، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>