للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧)}

الشرح: عن خباب بن الأرت-رضي الله عنه-قال: كنت رجلا قينا في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل السهمي دين، فأتيته أتقاضاه-وفي رواية: فعملت للعاص بن وائل السهمي سيفا، فجئته أتقاضاه-فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله، ثم تبعث. قال: وإني لميت، ثم مبعوث؟! قلت: بلى! قال: دعني حتى أموت، وأبعث، فسأوتى مالا وولدا، فأقضيك، فنزل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا}. متفق عليه.

هذا؛ والقين: الحداد، أو الصائغ.

هذا؛ و {أَفَرَأَيْتَ} بمعنى: أخبرني، والاستفهام تعجيب؛ أي: تعجب يا محمد من قصة هذا الكافر ومن مقالته المذكورة. ولما كانت الرؤية أقوى سند الأخبار، استعمل (أرأيت) بمعنى:

الإخبار. هذا؛ وقرئ: {وَوَلَداً} بفتحتين، وبضم فسكون، واختلف فيهما، فقيل: هما لغتان بمعنى: واحد. وقيل: إنّ قيسا تجعل الولد بالضم جمعا، والولد بالفتح واحدا. وإنما قال ذلك الكافر هذا الكلام سخرية، واستهزاء، وقد مات على كفره لعدم تقدير السعادة له في الأزل.

وانظر شرح (المال) في الآية رقم [٦] من سورة (الإسراء).

الإعراب: {أَفَرَأَيْتَ:} الهمزة: حرف استفهام، وتعجب. الفاء: حرف عطف، والمعنى:

أخبر بقصة هذا الكافر عقب قصة أولئك. (رأيت): فعل، وفاعل. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وجملة: {كَفَرَ بِآياتِنا:} صلة الموصول، لا محل لها. {وَقالَ:} الواو: حرف عطف. (قال): ماض، والفاعل يعود إلى الذي. {لَأُوتَيَنَّ:}

مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف لا محل، والفعل مبني للمجهول، ونائب الفاعل مستتر تقديره: «أنا»، وهو المفعول الأول. {مالاً:} مفعول به ثان.

{وَوَلَداً:} معطوف على ما قبله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب لقسم مقدر، واللام واقعة في جواب ذلك القسم، والقسم المقدر وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة:

{وَقالَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. تأمل. هذا؛ وانظر إعراب الآية رقم [٧٥] من سورة (الشعراء) فهي مثلها.

{أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اِتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨)}

الشرح: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ..}. إلخ ألفه ألف الاستفهام لمجيء {أَمِ} بعدها، ومعناه التوبيخ، وأصله (أأطلع) فحذفت الألف الثانية؛ لأنها ألف وصل، فإن قيل: فهلا أتوا بمدة بعد الألف، فقالوا: آطلع كقوله تعالى: {آللهُ خَيْرٌ} وقوله تعالى: {آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ..}. إلخ قيل له: كان

<<  <  ج: ص:  >  >>