للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان اتخاذ الولد واقعا، وحاصلا لله. {مِنْ:} حرف جر صلة. {وَلَدٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الفعلية: {ما كانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {سُبْحانَهُ:} مفعول مطلق لفعل محذوف، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو من إضافته لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا، والجملة الحاصلة منه، ومن فعله المحذوف مستأنفة، لا محل لها. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {قَضى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، وفاعله مستتر تقديره: «هو» يعود إلى (الله). {أَمْراً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل خبر بإضافة {إِذا} إليها على القول المرجوح، وهو المشهور.

{فَإِنَّما:} الفاء: واقعة في جواب {إِذا}. (إنما): كافة ومكفوفة. {يَقُولُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (الله). {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {كُنْ:} أمر تام بمعنى: أحدث، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ..}. إلخ جواب {إِذا،} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {فَيَكُونُ:} مضارع تام أيضا، وفاعله يعود إلى {أَمْراً} والجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير:

فهو يكون، والجملة الاسمية هذه مستأنفة، لا محل لها، وهذا القول يعزى لسيبويه رحمه الله تعالى. وقيل: إن (يكون) معطوف على {يَقُولُ} وهو يعزى للزجاج، والطبري. وقيل: هو معطوف على {كُنْ} من حيث المعنى، وهو قول الفارسي. انتهى جمل في سورة (البقرة). هذا؛ ويقرأ يكون بالنصب على أنّ الفعل منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد الفاء السببية، وضعفه أبو البقاء، وأقول: لا يمكن سبك مصدر من «أن» المضمرة والفعل، وعطفه على مصدر متصيد من الفعل السابق؛ إذ لا يقال: يقول له: ليكن حدوث فحدوث. تأمل، وتدبر.

{وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦)}

الشرح: {وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ:} قال الخازن: هذا إخبار عن عيسى عليه السّلام أنه قال ذلك. يعني ولأن الله ربي وربكم لا رب للمخلوقات سواه. {هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي: هذا الذي أخبرتكم به {وَإِنَّ اللهَ رَبِّي..}. إلخ هو الصراط المستقيم الذي يؤدي إلى الجنة. هذا؛ وقد قرئ بفتح همزة (أن) وكسرها، وينبغي أن تعلم: أن الآية قد ذكرت بحروفها في سورة (آل عمران) برقم [٥١].

هذا؛ و (الصراط): الطريق، وهو مستعار هنا للدين القويم كما في سورة (الفاتحة)، وسمي الدين طريقا؛ لأنه يؤدي إلى الجنة فهو طريق إليها، وهو يقرأ بالصاد والسين والزاي، ويذكر، ويؤنث، والأول: أكثر، و (المستقيم): هو الذي لا اعوجاج فيه، والأصل فيه: (مستقوم)؛ لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>