للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجوههم، وزخا في أقفيتهم حتى يردوا إلى النار، قال تعالى في سورة (الماعون): {فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}.

هذا؛ والخوض من المعاني الغالبة، فإنه يصلح في كل شيء، إلا أنه غلب في الخوض في الباطل، كالإحضار، فإنه عام في كل شيء، ثم غلب استعماله في الإحضار للعذاب، قال تعالى في سورة (الصافات) حكاية عن قول المؤمن: {وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}.

الإعراب: {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق ب‍: (واقع). {تَمُورُ:} مضارع. {السَّماءُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {مَوْراً:} مفعول مطلق، وجملة: {وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً} معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها، وإعرابها مثلها. {فَوَيْلٌ:} (الفاء): حرف استئناف. (ويل): مبتدأ، وساغ الابتداء به؛ لأنه بمعنى الدعاء. {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق ب‍: (ويل)، و (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر.

{لِلْمُكَذِّبِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

هذا؛ وقال مكي: والفاء جواب الجملة المتقدمة، وحسن ذلك؛ أي: دخول الفاء في (ويل) لأن الكلام في معنى الشرط؛ لأن المعنى؛ إذا كان ما ذكر واقعا، وصحيحا؛ فويل يومئذ للمكذبين.

انتهى. بتصرف. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة (المكذبين)، أو هو بدل منه، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف. التقدير: أعني الذين، أو هو مبتدأ خبره ما بعده. {هُمْ:} مبتدأ. {فِي خَوْضٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. {يَلْعَبُونَ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الموصول على الوجهين الأولين المعتبرين فيه، وفي محل رفع خبره على الوجه الثالث فيه. {يَوْمَ:} بدل من {يَوْمَئِذٍ}. وقيل: بدل من {يَوْمَ تَمُورُ} والأول أقوى؛ لأن الجملة الاسمية (ويل...) إلخ مستأنفة. {يُدَعُّونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {إِلى نارِ:} متعلقان بما قبلهما، و {نارِ} مضاف، و {جَهَنَّمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {دَعًّا:} مفعول مطلق.

{هذِهِ النّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥) اِصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦)}

الشرح: {هذِهِ النّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ} أي: في الدنيا، وهذا الكلام مقول لقول محذوف.

{أَفَسِحْرٌ هذا} أي: يقال لهم على جهة التوبيخ، والتقريع: أهذا سحر؟! لأنهم كانوا يقولون في

<<  <  ج: ص:  >  >>