لها، لوقوعها جوابا للطلب. {السَّماءَ:} مفعول به أول. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما. {مِدْراراً:} مفعول به ثان، أو هو حال من السماء، قاله السمين.
الشرح:{وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ:} يزدكم أموالا، وبنين. {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ:} بساتين، وحدائق. {وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً} أي: من ماء يجري في أراضيكم أطمعهم نوح-على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-بالحصول على بركات السماء، وبركات الأرض إن هم آمنوا بالله الذي بيده مفاتيح هذه الخزائن. وأتاهم من طريق القلب لتحريك العواطف، ولبيان: أن ما هم فيه من انحباس الأمطار، وما حرموه من الرزق، والذرية، إنما سببه كفرهم بالله الذي بيده وحده، إرسال المطر، وإغداق الرزق، والإمداد بالأموال والبنين، وأنه لا ينبغي لهم أن يكفروا بالله القادر، ويعبدوا آلهة أخرى اخترعوها، لا تضر، ولا تنفع.
هذا؛ و (أموال) جمع: مال. قال ابن الأثير: المال في الأصل يطلق على كل ما يملك من الذهب، والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى، ويملك من الأعيان، وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل؛ لأنها أكثر أموالهم. وقال الجوهري: ذكر بعضهم: أن المال يؤنث، وأنشد لحسان بن ثابت-رضي الله عنه-: [البسيط]
المال تزري بأقوام ذوي حسب... وقد تسوّد غير السّيّد المال
وعن الفضل الضبي: المال عند العرب: الصامت، والناطق، فالصامت: الذهب، والفضة والجواهر، والناطق: هو البعير، والبقرة، والشاة، فإذا قلت عن حضري: كثر ماله؛ فهو الصامت، وإذا قلت عن بدوي: كثر ماله؛ فهو الناطق. والنشب: المال الثابت، كالضياع، ونحوها، فلا يقال للمنقول المذكور آنفا: نشب. قال عمرو بن معدي كرب الزبيدي-رضي الله عنه-يوصي ولده:[البسيط]
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به... فقد تركتك ذا مال وذا نشب
هذا؛ وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«من تواضع لغنيّ لغناه؛ فقد ذهب ثلثا دينه». وإنما كان كذلك؛ لأن الإيمان متعلق بثلاثة أشياء: المعرفة بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان، فإذا تواضع بلسانه، وأعضائه؛ فقد ذهب الثلثان، فلو انضم إليه القلب؛ ذهب الكل.
{جَنّاتٍ:} جمع: جنة، وهي البستان الكثير الأشجار، وسميت بذلك؛ لأنها تجن، أي:
تستر من يدخل فيها لكثرة أشجارها، وكثافتها. {أَنْهاراً:} جمع: نهر، وهو معروف، ويجمع النهر على: أنهر، ونهر، ونهور، وهاء النهر تسكن، وتفتح.