أراد بالسماء المطر، ثم أعاد عليه الضمير في رعيناه بمعنى: النبات، وهذا يسمى في فن البديع بالاستخدام. وأصل سماء: سماو، فيقال في إعلاله: تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، ولم يعتد بالألف الزائدة؛ لأنها حاجز غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الزائدة، والألف المنقلبة، فأبدلت الثانية همزة. هذا؛ و {السَّماءَ} تذكر، وتؤنث.
هذا؛ و (غفار) صيغة مبالغة، و (مدرار) كثيرة الدرور، أي: ذات مطر كثير، و «مفعال» صيغة مبالغة، وهو مما يستوي فيه المذكر، والمؤنث، كقولهم: رجل مهذار، وامرأة معطار. وخذ نبذة من أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الاستغفار.
فعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همّ فرجا، ومن كلّ ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب». رواه أبو داود، والنسائي، وغيرهما. وعن أنس-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟ ألا إنّ داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار». رواه البيهقي. وعنه أيضا: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ للقلوب صدأ كصدأ النّحاس، وجلاؤها الاستغفار». رواه البيهقي.
وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنهما-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«قال إبليس: وعزّتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم». فقال:«وعزّتي، وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني!». رواه أحمد، والحاكم.
وعن شداد بن أوس-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«سيّد الاستغفار: اللهمّ أنت ربي لا إله إلاّ أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، من قالها موقنا بها حين يمسي، فمات من ليلته؛ دخل الجنة، ومن قالها موقنا بها حين يصبح، فمات من يومه دخل الجنة». رواه البخاري، والنسائي، والترمذي.
الإعراب:{فَقُلْتُ:} الفاء: حرف استئناف. (قلت): فعل، وفاعل. {اِسْتَغْفِرُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {رَبَّكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:(قلت...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى {رَبَّكُمْ}. {غَفّاراً:} خبر {كانَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية معترضة بين الأمر، وجوابه، ومفيدة للتعليل لا محل لها. {يُرْسِلِ:} فعل مضارع مجزوم؛ لوقوعه جوابا للأمر، وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف، التقدير: إن تستغفروا... يرسل، والفاعل يعود إلى {رَبَّكُمْ،} والجملة الفعلية لا محل