فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعل)، والجملة الاسمية: {لَعَلَّهُمْ..}. إلخ تعليل لجعل الأصنام جذاذا، لا محل لها.
{قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ (٥٩)}
الشرح: لما رجعوا من عندهم، ورأوا ما حدث بآلهتهم؛ {قالُوا مَنْ فَعَلَ..}. إلخ: فإنه معتد عليها بفعله هذا؛ مع أنها جديرة بالتقديس؛ والإعظام.
الإعراب: {قالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فَعَلَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {مَنْ}. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والهاء حرف تنبيه، لا محل له، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {بِآلِهَتِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة.
{إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {لَمِنَ:} اللام: هي المزحلقة. (من الظالمين):
متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، هذا؛ وأجيز اعتبار {مَنْ} موصولا مبتدأ، والجملة الفعلية بعده صلته، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ في محل رفع خبره، وعلى الاعتبارين بالجملة الاسمية: {مَنْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:
{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (٦٠)}
الشرح: {قالُوا:} أي: الذين سمعوا كلام إبراهيم، -عليه الصلاة والسّلام-: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ..}. إلخ أو هو الواحد، وعبر عنه بلفظ الجمع. {سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} أي: يذكر الأصنام بسوء، ويسبّها. {يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ} أي: مسمى بهذا الاسم. هذا؛ وانظر شرح: {يَسْمَعُ} في الآية رقم [٤٥] وإعلال {فَتًى} مثل إعلال {هُدىً} في الآية رقم [١٣] من سورة (الكهف).
هذا؛ والفتى: الشاب، ويطلق على السيد، والشريف، والكريم، كما يطلق على المستخدم من عبد، وغيره، كما في فتيان يوسف، على نبينا وعليه ألف صلاة وألف سلام. وكما في فتى موسى عليه السّلام، والفتاء بالمد: الشباب، والفتوة، والشجاعة، والسيادة، والشرف. هذا؛ وقيل: الفتوة: بذل الندى، وكف الأذى، وترك الشكوى، واجتناب المحارم، واستعمال المكارم. هذا؛ ويجمع «الفتى» جمع كثرة على «فتيان»، وجمع قلة على «فتية» كما يجمع أيضا على «فتوّ» كما في قول جذيمة الأبرش: [المديد]
في فتوّ أنا رابيّهم... من كلال غزوة ماتوا
وهو شاذ؛ لأن أصل فتى: «فتي» فهو يائي، وليس واويا. تأمل.