للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {سُنَّةَ:} مفعول مطلق، عامله محذوف، التقدير: سنّ الله ذلك سنة. و {سُنَّةَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {الَّتِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة: {سُنَّةَ}. {خَلَتْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة؛ التي هي حرف لا محلّ له، والفاعل يعود إلى: {الَّتِي:} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بما قبلهما، وبني {قَبْلُ} على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا، لا معنى. {وَلَنْ:} الواو: حرف عطف. (لن): حرف نفي ونصب واستقبال. {تَجِدَ:} مضارع منصوب ب‍: (لن)، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {لِسُنَّةِ:} متعلقان ب‍: {تَبْدِيلاً} أو بمحذوف حال منه، كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا، و (سنة) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه... إلخ. {تَبْدِيلاً:} مفعول به، وجملة:

(لن تجد...) إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين.

{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤)}

الشرح: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} أي: الله هو الذي كفّ أيدي المشركين عنكم أيها المؤمنون، فلم يوقعوا فيكم. {وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ:} فلم توقعوا فيهم قتالا؛ بمعنى: حجز الله بين الفريقين بقدرته، وحكمته. {بِبَطْنِ مَكَّةَ:} فيه قولان: أحدهما: يريد مكة. الثاني: يريد الحديبية لأنّ بعضها مضاف إلى الحرم. {مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} أي: أقدركم، وسلطكم عليهم، وأمكنكم من رقابهم. وخذ ما يلي:

قال الخازن، ومثله في «أسباب النزول» للسيوطي: سبب نزول هذه الاية ما روي عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-أنّ ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من جبل التنعيم متسلحين، يريدون غدرا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، فأخذوا أسرى، فاستحياهم النبي صلّى الله عليه وسلّم وعفا عنهم، فأنزل الله تعالى الاية الكريمة. تفرد بإخراجه مسلم.

وقال عبد الله بن مغفل المزني: كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في أصل الشجرة، التي قال الله في القرآن وعلى ظهره غصن من أغصان تلك الشجرة، فرفعته عن ظهره، وعلي بن أبي طالب-رضي الله عنه-بين يديه، يكتب كتاب الصلح، فخرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم نبي الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ الله بأبصارهم، فقمنا إليهم، فأخذناهم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل جئتم في عهد، أو هل جعل لكم أحد أمانا؟». قالوا: اللهم لا، فخلّى سبيلهم. ومعنى الاية: أنّ الله عزّ وجل ذكر منّته بحجزه بين الفريقين حتى لم يقتتلوا، وحتى وقع الصلح بينهم الذي كان أعظم من الفتح. انتهى. خازن بتصرف. فهاتان روايتان بسبب نزول

<<  <  ج: ص:  >  >>