الشرح:{قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}: لشدة مفارقته عليّ، وقلة صبري عنه. {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}: قال ذلك؛ لأن الذئاب كانت كثيرة في أرضهم، وقيل: رأى في منامه أن ذئبا قد شد على يوسف، فكان يحذره. {وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ} أي: لاشتغالكم بالرتع، واللعب، أو لقلة اهتمامكم بحفظه، هذا؛ ويقرأ:{الذِّئْبُ} بهمز وبدونه وهو يقع على الذكر، والأنثى، وربما دخلت الهاء في الأنثى، فقيل: ذئبة، وجمعه على القراءتين: ذئاب، وذياب، وهو حيوان يفترس الغنم.
الإعراب:{قالَ}: ماض، والفاعل تقديره:«هو» يعود إلى يعقوب. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، والياء اسمها. {لَيَحْزُنُنِي}: مضارع مرفوع، واللام هي المزحلقة، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والمصدر المؤول من:{أَنْ تَذْهَبُوا} في محل رفع فاعل، التقدير: ليحزنني ذهابكم، وهذه الجملة في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية:{إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {بِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما.
(أخاف): مضارع، وفاعله مستتر تقديره:«أنا»{أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} مضارع منصوب ب {أَنْ} ومفعوله وفاعله، والمصدر المؤول من {أَنْ} والفعل المضارع في محل نصب مفعول به، وجملة:(أخاف...) إلخ معطوفة على جملة: {لَيَحْزُنُنِي..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها.
{وَأَنْتُمْ}: الواو: واو الحال. (أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{عَنْهُ}: متعلقان بما بعدهما. {غافِلُونَ}: خبر مرفوع إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} أي: قالوا: والله إن اعتدى عليه الذئب وأكله، ونحن إخوته عشرة أشداء أقوياء؛ {إِنّا إِذاً لَخاسِرُونَ} أي: لعجزة ضعفاء، فكيف نقدر على دفع الذئب عن أغنامنا ومواشينا، إذا لم نقدر على حفظ أخينا! وقيل: إنهم خافوا أن يدعو عليهم يعقوب بالخسار والهلاك، وانظر شرح {عُصْبَةٌ} في الآية رقم [٨].
(إن): حرف شرط جازم. {أَكَلَهُ}: ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والهاء مفعول به. {الذِّئْبُ}: فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة