للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر المبتدأ المنسوخ بأي ناسخ كان. والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا..}. إلخ مبتدأة، أو مستأنفة.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله؛ أي: صدقوا به، وبرسله.

{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:} على اختلاف درجاتها، وتفاوت مراتبها. {لَهُمْ جَنّاتٌ:} حدائق، وبساتين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون. {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ:} تحت قصورها وغرفها وأسرتها، وجميع أماكنها، يتلذذون بنعيمها، وبردها في نظير ذلك الحرّ الذي صبروا عليه في الدنيا، ويزول عنهم بؤس ذلك العذاب برؤية ذلك مع خضرة الجنات جميع المضار، والأحزان، وهذا في مقابلة ما ذكر في الآية السابقة. {ذلِكَ} أي: ما يعطونه في الآخرة من النعيم المقيم. {الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} أي:

العظيم؛ الذي لا فوز يشبهه.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسمها، وجملة: {آمَنُوا} صلة الموصول، لا محل لها، والتي بعدها معطوفة عليها. {الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {جَنّاتٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنَّ}. {تَجْرِي:} فعل مضارع مرفوع. {مِنْ تَحْتِهَا:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {الْأَنْهارُ:}

فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع صفة {جَنّاتٌ}. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {الْفَوْزُ:} خبر المبتدأ.

{الْكَبِيرُ:} صفة له، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وأيضا الجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

تنبيه بل فائدة:

لقد اقترنت الجملة الاسمية الواقعة خبرا ل‍: {إِنَّ} في الآية السابقة بالفاء، ولم تقترن هنا؛ لأن عذاب جهنم، وعذاب الحريق مسبب عن تحريق الكافرين المؤمنين في النار، أما دخول الجنة، والفوز بنعيمها؛ فليس مسببا عن الإيمان، وعمل الصالحات، بل هو محض فضل من الله تعالى. فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لن يدخل أحدا عمله الجنّة. قالوا: ولا أنت يا رسول الله! قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله بفضله، ورحمته، فسدّدوا، وقاربوا». أخرجه البخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه-. وانظر سورة (الزخرف) رقم [٧٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>