للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوفة على ما قبلها. {بِإِذْنِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو بمحذوف حال من {الْمَلائِكَةُ،} التقدير: متلبسين بإذن ربهم، و (إذن) مضاف، و {رَبِّهِمْ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{مِنْ كُلِّ:} متعلقان بالفعل {تَنَزَّلُ،} و {مِنْ} تحتمل أن تكون بمعنى اللام؛ أي: تنزل لأجل كل أمر قضي إلى العام القابل. وتحتمل أن تكون بمعنى الباء؛ أي: تنزل بكل أمر، و (كل) مضاف، و (أمر) مضاف إليه.

{سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)}

الشرح: {سَلامٌ هِيَ:} هذا الوجه الثالث من الأوجه الثلاثة التي ذكرها الله تعالى في بيان فضل ليلة القدر، والمعنى: ليلة القدر سلامة، وخير كلّها لا شرّ فيها. وقال الشعبي: قيل: هو تسليم الملائكة في ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر.

وقيل: الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمنا، أو مؤمنة يسلمون عليه من ربه عز وجل. وهذا معنى من قال: سلام من الله على أوليائه، وأهل طاعته. وقال الضحاك: لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة، وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا، والسلامة.

هذا؛ وقرئ {مَطْلَعِ} بفتح اللام وكسرها لغتان، والأصل الفتح، وقد قرئ بسورة (الكهف):

{مَطْلَعِ} أيضا بفتح اللام وكسرها، والكسر على أنه مما شذ عن قياسه، نحو: المشرق، والمغرب، والمنبت، والمسكن، والمنسك، والمحشر، والمسقط، والمرفق، والمنخر، والمجزر. وإنما شذ قياس ما ذكر؛ لأن المصدر الميمي، واسمي الزمان، والمكان إذا أخذ أحدها من فعل ثلاثي مفتوح العين، أو مضمومها في المضارع أن يكون بفتح العين قياسا، ولكن التلاوة جاءت بكسرها في بعض الكلمات وهو مذكور في كتب النحو، واللغة. والتحقيق: أن الأسماء المذكورة نوعية غير جارية على فعلها، وإلا فلا مانع من الفتح.

الإعراب: {سَلامٌ:} خبر مقدم. {هِيَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر، ويجوز عند الأخفش، والكوفيين الذين لا يشترطون الاعتماد على نفي، وشبهه أن يكون {سَلامٌ} مبتدأ، و {هِيَ:} فاعل به، والمعتمد الأول. {حَتّى مَطْلَعِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {تَنَزَّلُ} أو ب‍: {سَلامٌ،} وجاز الفصل بين المصدر ومعموله بالضمير؛ لأنه يتوسع في الظرف، والجار ما لا يتوسع في غيرهما. وقيل: متعلقان بمحذوف، التقدير: ويستمرون على التسليم من غروب الشمس؛ حتى مطلع الفجر، و {مَطْلَعِ} مضاف، و {الْفَجْرِ} مضاف إليه.

تأمل، وتدبر، وربّك أعلم.

تنبيه: لقد ذكر في فضل ليلة القدر أحاديث كثيرة، أكتفي منها بما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>