للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {أَفَمَنْ:} الهمزة: حرف استفهام داخلة على مقدر محذوف، يقتضيه المقام، التقدير: أليس الأمر كما ذكر فمن كان مستقرا على حجة ظاهرة، وبرهان بيّن كمن زيّن له... إلخ. الفاء: حرف عطف. (من): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى: (من)، وهو العائد. {عَلى بَيِّنَةٍ:} متعلقان بمحذوف خبر: {كانَ،} والجملة الفعلية صلة (من) لا محل لها. {مِنْ رَبِّهِ:} متعلقان بمحذوف صفة: {بَيِّنَةٍ،} والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {كَمَنْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وإن اعتبرت الكاف اسما؛ فهي الخبر، وتكون مضافة، و (من): اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

{زُيِّنَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {لَهُ:} متعلقان بما قبلهما. {سُوءُ:} نائب فاعل:

{زُيِّنَ،} والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، و {سُوءُ} مضاف، و {عَمَلِهِ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، والكلام {أَفَمَنْ..}. إلخ، مستأنف، لا محل له. {وَاتَّبَعُوا:}

الواو: حرف عطف. (اتبعوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{أَهْواءَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة، لا محلّ لها مثلها. هذا؛ ومثل الاية في إعرابها الاية رقم [١٩] من سورة (الرعد).

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥)}

الشرح: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} أي: صفة الجنة، التي هي مثل في الغرابة. ووقوع المثل بمعنى الصفة موجود في قوله تعالى في آخر سورة (الفتح): {ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} وأنكر أبو علي الفارسي المثل بمعنى الصفة، وقال: إنما معناه: الشبه، ألا تراه يجري مجراه في مواضعه، ومتصرفاته، كقولك: مررت برجل مثلك، كما تقول: مررت برجل شبهك.

وقال الفراء: المثل مقحم للتوكيد. {الْمُتَّقُونَ:} جمع: متق، وهو من لم يفعل كبيرة، ولم يصرّ على صغيرة. هذا؛ ولما بين الله عزّ وجل حال الفريقين في الاهتداء، والضلال؛ بين في هذه الاية ما أعدّ لكل واحد من الفريقين من الجزاء؛ الذي يستحقه في الاخرة.

{فِيها أَنْهارٌ:} جمع نهر، وقد قسمها العلي القدير، وبينها أربعة أنواع:

النوع الأول: {أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ} أي: غير متغير، ولا منتن، يقال: أسن الماء، وأجن:

إذا تغير طعمه، وريحه، ولونه، وقرئ: «(أسن)» بالقصر، وأنشدوا ليزيد بن معاوية. [البسيط] لقد سقتني رضابا غير ذي أسن... كالمسك فتّ على ماء العناقيد

<<  <  ج: ص:  >  >>