للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محذوف للتعميم، وجملة: {يَدْعُونَ إِلَى النّارِ} في محل نصب صفة: {أَئِمَّةً}. {وَيَوْمَ:}

الواو: حرف عطف. (يوم): ظرف زمان متعلق بما بعده، و (يوم) مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه. {لا:} نافية. {يُنْصَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها.

{وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢)}

الشرح: {وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً} أي: خزيا، وبعدا، وطردا من رحمة الله. أو المراد: لعن اللاعنين لهم كلما ذكروا يلعنهم الملائكة، والمؤمنون. ومثله قوله تعالى في سورة (هود) في حقهم: {وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}.

{وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} أي: من المبعدين، المطرودين، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: من المشوهين الخلقة بسواد الوجوه، وزرقة العيون. وقال أبو عمرو: قبحت وجهه بالتخفيف معناه: قبّحت، قال الشاعر: [الطويل]

ألا قبّح الله البراجم كلّها... وقبّح يربوعا، وقبّح دارما

الإعراب: {وَأَتْبَعْناهُمْ:} الواو: حرف عطف. (أتبعناهم): فعل، وفاعل، ومفعول به أول.

{فِي هذِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {لَعْنَةً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا، على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا».

والهاء حرف تنبيه، لا محل له. {الدُّنْيا:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {لَعْنَةً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية:

{وَأَتْبَعْناهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَيَوْمَ:} الواو: حرف عطف.

(يوم): فيه أوجه: أحدها أن يتعلق ب‍: {الْمَقْبُوحِينَ،} على أن (ال) ليست موصولة، أو هي موصولة، واتسع فيه على القاعدة: «يتسع في الظرف والجار والمجرور ما لا يتوسع في غيرهما» والثاني: أن يتعلق بمحذوف يفسره: {الْمَقْبُوحِينَ}. كأنه قيل: وقبحوا يوم القيامة، على مثال ما رأيت في الآية رقم [١٦٨] من سورة (الشعراء). الثالث: أن الظرف معطوف على محل: {فِي هذِهِ الدُّنْيا} فيكون التقدير: وأتبعناهم لعنة يوم القيامة. وهو ما في مغني اللبيب، وهو قول الفارسي. والرابع: أنه معطوف على {لَعْنَةً} على حذف الموصوف؛ أي: ولعنة كائنة يوم القيامة. والوجه الثاني أظهرها، وأقواها. وقد مر معنا كثير مثله، و (يوم) مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه. {أَتْبَعْناهُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {مِنَ الْمَقْبُوحِينَ:}

جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، أو معطوفة على ما قبلها، أو هي في محل نصب حال من الضمير المنصوب وذلك على حسب تعليق الظرف. تأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>