للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن المكث، وأما المأوى فهو المكان الذي يأوي إليه الإنسان، ولو مؤقتا، وقدم المأوى على المثوى في قوله تعالى في سورة (آل عمران) رقم [١٥١]: {وَمَأْواهُمُ النّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظّالِمِينَ؛} لأنه على الترتيب الوجودي، يأوي، ثم يثوي.

الإعراب: {فَاعْلَمْ:} الفاء: حرف استئناف، وقيل: الفصيحة، ولا وجه له. (اعلم): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {أَنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها {لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ} انظر إعرابها في الاية رقم [٨] من سورة الدخان، والجملة الاسمية في محل خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي (اعلم)، وجملة:

(اعلم...) إلخ مستأنفة لا محلّ لها. {وَاسْتَغْفِرْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {لِذَنْبِكَ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَلِلْمُؤْمِنِينَ:} جار ومجرور معطوفان على ما قبلهما.

{وَالْمُؤْمِناتِ:} معطوف على ما قبله. {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ {يَعْلَمُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من كاف الخطاب، وما عطف عليه؛ فلست مفندا، ويكون الرابط: الواو، والضمير. {مُتَقَلَّبَكُمْ:} مفعول به.

{وَمَثْواكُمْ:} معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والكاف فيهما في محل جر بالإضافة.

{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠)}

الشرح: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} أي: يقول المؤمنون الصادقون المخلصون:

هلا... إلخ، وذلك أن المؤمنين كانوا حراصا على الجهاد في سبيل الله، فقالوا: هلاّ أنزلت سورة تأمرنا بالجهاد لكي نجاهد. {فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ} أي: لا نسخ فيها. قال قتادة: كل سورة ذكر فيها الجهاد، فهي محكمة، وهي أشد القرآن على المنافقين. وقيل لها: محكمة؛ لأن النسخ لا يرد عليها من قبل أن القتال قد نسخ ما كان من الصفح، والمهادنة، وهو غير منسوخ إلى يوم القيامة. {وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ} أي: فرض فيها الجهاد، وشجعت عليه، ووعدت بالثواب العظيم للمجاهدين الصابرين. {رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي: شك، ونفاق، فهو يمرض قلوبهم؛ أي: يضعفها، وذلك بضعف الإيمان فيها، والمرض حقيقة فيما يعرض للبدن، فيخرجه عن الاعتدال اللائق به، ويوجب الخلل في أفعاله، وقد يؤدي إلى الموت واستعير هنا لما في

<<  <  ج: ص:  >  >>