للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كانُوا يَصْنَعُونَ} رقم [١٤] من سورة (المائدة)، والاية رقم [٦] من سورة (المجادلة) وانظر الاية رقم [٣] من سورة (التحريم) تجد ما يسرك ويثلج صدرك. وهو كثير في كتاب الله تعالى.

{مُزْدَجَرٌ:} الدال بدل من تاء، وهو مفتعل من الزجر، وإنما أبدلت الدال من التاء؛ لأن التاء مهموسة، والزاي مجهورة، ومخرجهما قريب من الاخر، فأبدلوا من التاء حرفا هو من مخرجها، يوافق الزاي في الجهر، وهي الدال. هذا؛ وقرئ: «(مزّجر)» بقلب تاء الأفعال زايا، وإدغامها في مثلها.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} انظر الاية رقم [١٣] من سورة (النجم) ففيها الكفاية. {جاءَهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به. {مِنَ الْأَنْباءِ:} متعلقان بما قبلهما. وعلقهما الجمل بمحذوف حال من {ما}. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل فاعل، والجملة الفعلية (لقد جاءهم...) إلخ جواب القسم، لا محل لها، والقسم، وجوابه كلام مستأنف.

هذا؛ وإن اعتبرت الجار والمجرور متعلقين بمحذوف صلة (ما) أو بمحذوف صفتها؛ ف‍: {مُزْدَجَرٌ} يكون فاعلا بالمتعلق المحذوف. {حِكْمَةٌ:} بدل من {ما،} أو خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو حكمة، والجملة الاسمية هذه في محل نصب حال من {ما}. هذا؛ وقرئ: «(حكمة)» بالنصب على أنه حال من {ما}. {بالِغَةٌ:} صفة {حِكْمَةٌ}.

{فَما:} (الفاء): حرف استئناف. (ما): نافية. {تُغْنِ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء. {النُّذُرُ:} فاعله. هذا؛ وإن اعتبرت (ما) استفهامية، فهي في محل نصب مفعول به مقدم، التقدير: فأي شيء من الأشياء النافعة تغني النذر، أو هي في محل نصب مفعول مطلق، التقدير: فأي إغناء تغني النذر، والجملة الفعلية على جميع وجوه الإعراب لا محل لها؛ لأنها مستأنفة، أو معطوفة على جواب القسم.

تنبيه: حذفت الياء من {فَما تُغْنِ} إتباعا لرسم المصحف، ووجهه: إتباع الرسم للفظ، وهي في اللفظ قد حذفت لالتقاء الساكنين، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ} لا ترسم في العين (واو) إتباعا لخط المصحف الإمام، وقوله: {الدّاعِ} لا يرسم في العين ياء، لأنها من ياآت الزوائد، وهي لا تثبت في الخط وإن كان في اللفظ يصح إثباتها، وحذفها، كما قرئ بهما في السبع، وكذا قوله فيما يأتي: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدّاعِ} لا ترسم فيه الياء لما ذكر. انتهى. جمل. هذا؛ وأما أنا فقد أثبت الواو والياء فيما ذكر ليتضح الإعراب، وعلل مكي هذا الحذف بقوله: لأن المصحف كتب بلفظ الإدراج، ووصل الكلام، ولم يكتب على حكم الأصل، والوقف.

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦)}

الشرح: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي: أعرض عنهم. قيل: هذا منسوخ بآية السيف. وقيل: هو تمام الكلام؛ أي: أعرض عنهم لعلمك: أن الإنذار لا يغني فيهم، ولا يجدي فتيلا. {يَوْمَ يَدْعُ}

<<  <  ج: ص:  >  >>