هشام الأول، والمشهور الثاني، وجملة:{جاءَ أَمْرُنا} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية على القول بحرفية:(لما) وهي في محل جر بإضافة: (لمّا) إليها على القول بظرفيتها، واعتبارها متعلقة بالجواب، وجملة:{نَجَّيْنا هُوداً} جواب لما لا محل لها، (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب معطوف على {هُوداً}. {آمَنُوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {مَعَهُ}: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِرَحْمَةٍ}: متعلقان بالفعل: {نَجَّيْنا}. {مِنّا}: متعلقان ب (رحمة) أو بمحذوف صفة لها. (نجيناهم): فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جواب:(لما)، لا محل لها مثله. {مِنْ عَذابٍ}: متعلقان بما قبلهما. {غَلِيظٍ}: صفة: {عَذابٍ}.
الشرح:{وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ}: لما قص الله سبحانه قصة قوم عاد، خاطب محمدا صلّى الله عليه وسلّم وأمته، فقال:{وَتِلْكَ عادٌ} رده إلى القبيلة، وفيه إشارة إلى قبورهم، وآثارهم، فكأنه قال: سيروا في الأرض، فانظروا إليها، واعتبروا، وقد صرح سبحانه بذلك في كثير من الآيات، وانظر (الإشارة) في الآية [٤٩] ومعنى: {جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ}: كذبوها، وكفروا بها. {وَعَصَوْا رُسُلَهُ}: خالفوا وعاندوا رسول الله هودا عليه السّلام، وإنما جمعه للتعظيم، أو لأن من كذب برسول فقد كذب كل الرسل. {وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ} أي: اتبعوا أمر كبرائهم الطاغين المعاندين، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
بعد هذا انظر شرح {عادٌ} في الآية [٦٥](الأعراف)، وصرف هنا لإرادة الأب، ولو أريد به القبيلة لمنع من الصرف، وجحد الشيء: أنكره، وكذبه، وكفر به. {رُسُلَهُ}: يجوز ضم السين وإسكانها، هذا؛ والعنيد. الطاغي الذي لا يقبل الحق ولا يذعن له. قال أبو عبيد: العنيد والعنود، والعاند، والمعاند: المعارض بالخلاف، وعند يعند من الباب الأول، والثاني، وعند يعند من الباب الرابع، وعند يعند من الباب الخامس، والمصدر: عندا، وعنودا، وعندا.
الإعراب:{وَتِلْكَ}: (تلك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {عادٌ}: خبره. {جَحَدُوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق، {بِآياتِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و (آيات) مضاف، و {رَبِّهِمْ}: مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة:
{جَحَدُوا..}. إلخ في محل رفع صفة:{عادٌ،} وإن اعتبرته معرفة؛ فالجملة في محل نصب حال منه، والرابط: واو الجماعة، وهي عائدة على أفراد القبيلة، ومثلها الهاء، والجملة على تقدير: